( 5096 ) مسألة ; قال : (
nindex.php?page=treesubj&link=3131والصدقة لا يجاوز بها الثمانية الأصناف التي سمى الله عز وجل ) يعني قول الله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم } . وروي أن رجلا قال : يا رسول الله ، أعطني من هذه الصدقات . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11402إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات ، حتى [ ص: 323 ] حكم فيها ، فجزأها ثمانية أجزاء ، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك } .
والمراد بالصدقة ها هنا الزكاة المفروضة ، دون غيرها من صدقة التطوع والكفارات والنذور والوصايا . ولا نعلم خلافا بين أهل العلم في أنه لا يجوز دفع الزكاة إلى غير هذه الأصناف ، إلا ما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ،
والحسن ، أنهما قالا : ما أعطيت في الجسور والطرق ، فهي صدقة ماضية . والأول أصح ; وذلك لأن الله تعالى قال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إنما الصدقات } . و " إنما " للحصر تثبت المذكور ، وتنفي ما عداه ; لأنها مركبة من حرفي نفي وإثبات ، فجرى مجرى قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إنما الله إله واحد } .
أي لا إله إلا الله . وقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7إنما أنت منذر } . أي ما أنت إلا نذير . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما الولاء لمن أعتق " .
( 5096 ) مَسْأَلَةٌ ; قَالَ : (
nindex.php?page=treesubj&link=3131وَالصَّدَقَةُ لَا يُجَاوِزُ بِهَا الثَّمَانِيَةَ الْأَصْنَافِ الَّتِي سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ) يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاَللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } . وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَعْطِنِي مِنْ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11402إنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ فِي الصَّدَقَاتِ ، حَتَّى [ ص: 323 ] حَكَمَ فِيهَا ، فَجَزَّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ ، فَإِنْ كُنْت مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُك حَقَّك } .
وَالْمُرَادُ بِالصَّدَقَةِ هَا هُنَا الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ ، دُونَ غَيْرِهَا مِنْ صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ وَالْكَفَّارَاتِ وَالنُّذُورِ وَالْوَصَايَا . وَلَا نَعْلَمُ خِلَافًا بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي أَنَّهُ لَا يَجُوزُ دَفْعُ الزَّكَاةِ إلَى غَيْرِ هَذِهِ الْأَصْنَافِ ، إلَّا مَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ ،
وَالْحَسَنِ ، أَنَّهُمَا قَالَا : مَا أَعْطَيْت فِي الْجُسُورِ وَالطُّرُقِ ، فَهِيَ صَدَقَةٌ مَاضِيَةٌ . وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ ; وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إنَّمَا الصَّدَقَاتُ } . وَ " إنَّمَا " لِلْحَصْرِ تُثْبِتُ الْمَذْكُورَ ، وَتَنْفِي مَا عَدَاهُ ; لِأَنَّهَا مُرَكَّبَةٌ مِنْ حَرْفَيْ نَفْيٍ وَإِثْبَاتٍ ، فَجَرَى مَجْرَى قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إنَّمَا اللَّهُ إلَهٌ وَاحِدٌ } .
أَيْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ . وَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=7إنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ } . أَيْ مَا أَنْتَ إلَّا نَذِيرٌ . وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " .