الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 51 ) فصل : إذا أكلت الهرة نجاسة ثم شربت من ماء يسير بعد أن غابت ، فالماء طاهر ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم نفى عنها النجاسة ، وتوضأ بفضلها ، مع علمه بأكلها النجاسات . وإن شربت قبل أن تغيب ، فقال القاضي ، وابن عقيل : ينجس ; لأنه وردت عليه نجاسة متيقنة ، أشبه ما لو أصابه بول .

                                                                                                                                            وقال أبو الحسن الآمدي : ظاهر مذهب أصحابنا أنه طاهر ، وإن لم تغب ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم عفى عنها مطلقا ، وعلل بعدم إمكان الاحتراز عنها ; ولأننا حكمنا بطهارة سؤرها مع الغيبة في مكان لا يحتمل ورودها على ماء كثير يطهر فاها ، ولو احتمل ذلك فهو شك لا يزيل يقين النجاسة ، فوجب إحالة الطهارة على العفو عنها ، وهو شامل لما قبل الغيبة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية