( 8138 ) فصل : وإن
nindex.php?page=treesubj&link=26602_16533_16535حلف لا يأكل فاكهة ، حنث بأكل كل ما يسمى فاكهة ، وهي كل ثمرة تخرج من الشجرة يتفكه بها ، من العنب ، والرطب ، والرمان ، والسفرجل ، والتفاح ، والكمثرى ، والخوخ ، والمشمش ، والأترج ، والتوت ، والنبق ، والموز ، والجوز ، والجميز . وبهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبو يوسف ،
nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد بن الحسن . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور : لا يحنث بأكل ثمرة النخل والرمان ; لقول الله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=68فيهما فاكهة ونخل ورمان } . والمعطوف يغاير المعطوف عليه .
ولنا ، أنهما ثمرة شجرة يتفكه بهما ، فكانا من الفاكهة ، كسائر ما ذكرنا ، ولأنهما في عرف الناس فاكهة ، ويسمى بائعهما فاكهانيا . وموضع بيعهما دار الفاكهة ، والأصل في العرف الحقيقة ، والعطف لشرفهما وتخصيصهما ، كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال } . وهما من الملائكة ، فأما يابس هذه الفواكه ، كالزبيب والتمر والتين والمشمش اليابس والإجاص ونحوها ، فهو من الفاكهة ; لأنه ثمر شجرة يتفكه بها .
ويحتمل أنه ليس منها ; لأنه يدخر ، ومنه ما يقتات ، فأشبه الحبوب . والزيتون ليس بفاكهة ; لأنه لا يتفكه بأكله ، وإنما المقصود زيته ، وما يؤكل منه يقصد به التأدم لا التفكه . والبطم في معناه ; لأن المقصود زيته . ويحتمل أنه فاكهة ; لأنه ثمر شجر يؤكل غضا ويابسا على جهته ، فأشبه التوت . والبلوط ليس بفاكهة ; لأنه لا يتفكه به ، وإنما يؤكل عند المجاعة ، أو التداوي .
وكذلك سائر ثمر شجر البر الذي لا يستطاب ، كالزعرور الأحمر ، وثمر القيقب ، والعفص ، وحب الآس ، ونحوه ، وإن كان فيها ما يستطاب ، كحب الصنوبر ، فهو فاكهة ; لأنه ثمرة شجرة يتفكه به . ( 8139 ) فصل : فأما القثاء ، والخيار ، والقرع ، والباذنجان ، فهو من الخضر ، وليس بفاكهة . وفي البطيخ وجهان ; أحدهما ، هو من الفاكهة . ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي . وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبي ثور لأنه ينضج ويحلو ، أشبه ثمر الشجر .
والثاني ، ليس من الفاكهة ; لأنه ثمر بقلة ، أشبه الخيار والقثاء . وأما ما يكون في الأرض ، كالجزر ، واللفت ، والفجل ، والقلقاس ، والسوطل ، ونحوه ، فليس شيء من ذلك فاكهة ; لأنه لا يسمى بها ، ولا هو في معناها .
( 8138 ) فَصْلٌ : وَإِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=26602_16533_16535حَلَفَ لَا يَأْكُلُ فَاكِهَةً ، حَنِثَ بِأَكْلِ كُلِّ مَا يُسَمَّى فَاكِهَةً ، وَهِيَ كُلُّ ثَمَرَةٍ تَخْرُجُ مِنْ الشَّجَرَةِ يُتَفَكَّهُ بِهَا ، مِنْ الْعِنَبِ ، وَالرُّطَبِ ، وَالرُّمَّانِ ، وَالسَّفَرْجَلِ ، وَالتُّفَّاحِ ، وَالْكُمَّثْرَى ، وَالْخَوْخِ ، وَالْمِشْمِشِ ، وَالْأُتْرُجِّ ، وَالتُّوتِ ، وَالنَّبْقِ ، وَالْمَوْزِ ، وَالْجَوْزِ ، وَالْجُمَّيْزِ . وَبِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14954وَأَبُو يُوسُفَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16908وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبُو حَنِيفَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11956وَأَبُو ثَوْرٍ : لَا يَحْنَثُ بِأَكْلِ ثَمَرَةِ النَّخْلِ وَالرُّمَّانِ ; لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=68فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } . وَالْمَعْطُوفُ يُغَايِرُ الْمَعْطُوفَ عَلَيْهِ .
وَلَنَا ، أَنَّهُمَا ثَمَرَةُ شَجَرَةٍ يُتَفَكَّهُ بِهِمَا ، فَكَانَا مِنْ الْفَاكِهَةِ ، كَسَائِرِ مَا ذَكَرْنَا ، وَلِأَنَّهُمَا فِي عُرْفِ النَّاسِ فَاكِهَةٌ ، وَيُسَمَّى بَائِعُهُمَا فَاكِهَانِيًّا . وَمَوْضِعُ بَيْعِهِمَا دَارَ الْفَاكِهَةِ ، وَالْأَصْلُ فِي الْعُرْفِ الْحَقِيقَةُ ، وَالْعَطْفُ لِشَرَفِهِمَا وَتَخْصِيصِهِمَا ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ } . وَهُمَا مِنْ الْمَلَائِكَةِ ، فَأَمَّا يَابِسُ هَذِهِ الْفَوَاكِهِ ، كَالزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالتِّينِ وَالْمِشْمِشِ الْيَابِسِ وَالْإِجَّاصِ وَنَحْوِهَا ، فَهُوَ مِنْ الْفَاكِهَةِ ; لِأَنَّهُ ثَمَرُ شَجَرَةٍ يُتَفَكَّهُ بِهَا .
وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا ; لِأَنَّهُ يُدَّخَرُ ، وَمِنْهُ مَا يُقْتَاتُ ، فَأَشْبَهَ الْحُبُوبَ . وَالزَّيْتُونُ لَيْسَ بِفَاكِهَةٍ ; لِأَنَّهُ لَا يُتَفَكَّهُ بِأَكْلِهِ ، وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ زَيْتُهُ ، وَمَا يُؤْكَلُ مِنْهُ يُقْصَدُ بِهِ التَّأَدُّمُ لَا التَّفَكُّهُ . وَالْبُطْمُ فِي مَعْنَاهُ ; لِأَنَّ الْمَقْصُودَ زَيْتُهُ . وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ فَاكِهَةٌ ; لِأَنَّهُ ثَمَرُ شَجَرٍ يُؤْكَلُ غَضًّا وَيَابِسًا عَلَى جِهَتِهِ ، فَأَشْبَهَ التُّوتَ . وَالْبَلُّوطُ لَيْسَ بِفَاكِهَةٍ ; لِأَنَّهُ لَا يُتَفَكَّهُ بِهِ ، وَإِنَّمَا يُؤْكَلُ عِنْدَ الْمَجَاعَةِ ، أَوْ التَّدَاوِي .
وَكَذَلِكَ سَائِرُ ثَمَرِ شَجَرِ الْبَرِّ الَّذِي لَا يُسْتَطَابُ ، كَالزُّعْرُورِ الْأَحْمَرِ ، وَثَمَرِ الْقَيْقَبِ ، وَالْعَفْصِ ، وَحَبِّ الْآسِ ، وَنَحْوِهِ ، وَإِنْ كَانَ فِيهَا مَا يُسْتَطَابُ ، كَحَبِّ الصَّنَوْبَرِ ، فَهُوَ فَاكِهَةٌ ; لِأَنَّهُ ثَمَرَةُ شَجَرَةٍ يُتَفَكَّهُ بِهِ . ( 8139 ) فَصْلٌ : فَأَمَّا الْقِثَّاءُ ، وَالْخِيَارُ ، وَالْقَرْعُ ، وَالْبَاذِنْجَانُ ، فَهُوَ مِنْ الْخُضَرِ ، وَلَيْسَ بِفَاكِهَةٍ . وَفِي الْبِطِّيخِ وَجْهَانِ ; أَحَدُهُمَا ، هُوَ مِنْ الْفَاكِهَةِ . ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14953الْقَاضِي . وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11956وَأَبِي ثَوْرٍ لِأَنَّهُ يَنْضَجُ وَيَحْلُو ، أَشْبَهَ ثَمَرَ الشَّجَرِ .
وَالثَّانِي ، لَيْسَ مِنْ الْفَاكِهَةِ ; لِأَنَّهُ ثَمَرُ بَقْلَةٍ ، أَشْبَهَ الْخِيَارَ وَالْقِثَّاءَ . وَأَمَّا مَا يَكُونُ فِي الْأَرْضِ ، كَالْجَزَرِ ، وَاللِّفْتِ ، وَالْفُجْلِ ، وَالْقُلْقَاسِ ، وَالسَّوْطَلِ ، وَنَحْوِهِ ، فَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فَاكِهَةً ; لِأَنَّهُ لَا يُسَمَّى بِهَا ، وَلَا هُوَ فِي مَعْنَاهَا .