( 8372 ) فصل : ومن ، لم ترد شهادته ، كالمتزوج بغير ولي ، أو بغير شهود ، وآكل متروك التسمية ، وشارب يسير النبيذ . نص عليه فعل شيئا من الفروع مختلفا فيه معتقدا إباحته ، في شارب النبيذ ، يحد ، ولا ترد شهادته . وبهذا قال أحمد . الشافعي
وقال : ترد شهادته ; لأنه فعل ما يعتقد الحاكم تحريمه ، فأشبه المتفق على تحريمه . ولنا ، أن الصحابة رضي الله عنهم ، كانوا يختلفون في الفروع ، فلم يكن بعضهم يعيب من خالفه ، ولا يفسقه ، ولأنه نوع مختلف فيه ، فلم ترد شهادة فاعله ، كالذي يوافقه عليه الحاكم . وإن مالك ، ردت شهادته به إذا تكرر . وقال أصحاب فعل ذلك معتقدا تحريمه : لا ترد شهادته به ; لأنه فعل لا ترد به شهادة بعض الناس ، فلا ترد به شهادة البعض الآخر ، كالمتفق على حله . ولنا ، أنه فعل يحرم على فاعله ، ويأثم به ، فأشبه المجمع على تحريمه ، وبهذا فارق معتقد حله . وقد روي عن الشافعي ، في أحمد : ترد شهادته . من يجب عليه الحج فلا يحج
وهذا يحمل على من اعتقد وجوبه على الفور . فأما من يعتقد أنه على التراخي ، ويتركه بنية فعله ، فلا ترد شهادته ، كسائر ما ذكرنا . ويحتمل أن ترد شهادته مطلقا [ ص: 180 ] لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { } . وقال من قدر على الحج فلم يحج ، فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا : لقد هممت أن أنظر في الناس ، فمن وجدته يقدر على الحج ولا يحج ، ضربت عليه الجزية ، ثم قال : ما هم بمسلمين ، ما هم بمسلمين . عمر