الفصل الثاني
في الثقافة والتربية والأخلاق
الدراسات التقليدية عندنا، أو ما يسمى بالتعليم الأصلي في الجزائر ، أو ما أسميه الثقافة الذاتية للأمة الإسلامية، هـذا النوع من المعرفة يذوي ويخف وزنه ويتوارى رجاله!!
إن الثقافة الذاتية شيء، والعلم الذي لا وطن له شيء آخر!
العلم العام كالهندسة والجبر والحساب، والفيزياء والكيمياء والأحياء، والطب والعمارة والفنون العسكرية والمدنية المختلفة، هـذه كلها تنتشر في القارات الخمس، ويتنافس البشر في إجادتها، ويقتربون أو يتحدون في حصيلتها..
وهي - في جملتها وسائل لخدمة الأمم ورسالاتها المتباينة في هـذي الحياة.. أي أنها تنمو وتمتد في حضانة ووصاية الثقافة الذاتية لأية أمة.. [ ص: 45 ]
ذلك أن هـذه الثقافة تصور شخصية الأمة وملامحها الفكرية والنفسية، وتشرح عقائدها التي تنطلق منها، وأهدافها التي تنطلق إليها، وتقاليدها وأخلاقها وشرائعها بدءا من الأسرة إلى علائقها الدولية.
كما تشرح آدابها ولغتها وخصائص شعرها ونثرها..
وتهتم بالتاريخ لتربط الأجيال اللاحقة بالأجيال السابقة، وتربط الولاء الخاص والعام بالقيم المقررة والشعائر الظاهرة..