كان للعرب وجود في الأعصار القديمة، عاد في الأحقاف جنوبي الجزيرة، وثمود في الحجر شمالي الحجاز، ومدين شرقي سيناء، وقرى المؤتفكة في الأردن، لكن هـذا الوجود عدت عليه عوادي الفناء بسبب أخلاق الترف، والجبروت، والشذوذ، والتظالم..
وقد حكى القرآن الكريم قصص الأنبياء العرب في أممهم، وما لاقاه هـود وصالح وشعيب ولوط من صدود وغطرسة! فقضى فيهم الحق قضاءه واخترمتهم العقوبات التي حلت بسائر المجرمين. [ ص: 66 ]
( فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) (العنكبوت: 40).
حتى أهل مكة، لما بغت فيهم طسم وجديس أحيط بهم، وأصبحوا أحاديث ملعونة، فقال قائلهم:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر بلى نحن كنا أهلها فأزالنا!
صروف الليالي والجدود العواثر
وليس للحظ العاثر دخل في حرب الإبادة التي شنتها الأقدار على أولئك العرب الفجار! إن العرب البائدة تمردت على الله فأذاقها بأسه!.
( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ) (سبأ: 17).
وما بقي من هـذه الأجيال بقي ليروي لنا ما يعتبر به أولو الأبصار..