[6] مشكلـة البـحـث العـلمي
في عام 1973م كانت نسبة سكان قارة أوروبا لا تتجاوز (5 ,12% ) من مجموع سكان العالم؛ ومع ذلك فإن هـذه النسبة أنتجت (45%) من مجموع كتب العالم.
وعلى العكس من ذلك كانت نسبة سكان آسيا دون الجمهوريات السوفييتية) (57%) إلا أن إنتاجها من الكتب لم يتجاوز (30%) .
وتتضح هـذه المقابلة مرة أخرى بمقارنة الاتحاد السوفييتي بأفريقيا، فنسبة سكان الاتحاد السوفييتي (5 ,6%) من مجموع سكان العالم، في حين أن نسبة سكان أفريقية ترتفع (7 ,9%) ومع ذلك فالاتحاد السوفييتي أنتج (14%) من كتب العالم في حين أنتجت أفريقية (1,7 %) فقط.
وباختصار فإن عشر دول فقط تنتج (60%) من مجموع كتب العالم... [1] . [ ص: 76 ]
ومن المعلوم أن العالم الإسلامي يقع في آسيا وأفريقيا حيث النسبة المتدنية من الإنتاج الثقافي العالمي؛ ولا شك أن الإنتاج الثقافي هـو قمة الإنتاج الحضاري.
فمشكلة الثقافة مرتبطة بالمشكلة الحضارية ولا تنفك عنها، وواضح أن البلدان المتقدمة تكنولوجيا هـي التي حققت النسب العليا من الإنتاج الثقافي.
ولو تمت دراسة أبعاد مشكلة البحث العلمي والإنتاج الثقافي في العالم الإسلامي لأمكن تحديد بعض العوامل المؤثرة في تخلف الواقع الثقافي؛ وربما يكون من المجدي حصر الكلام عن الدراسات الإنسانية والعلوم الإسلامية وما تعانيه من عقبات عامة؛ فهذا النمط من الدراسات ألصق بالأيديولوجية وبروح الحضارة.
ومن أجل النفاذ إلى جذور المشكلة لا بد من التأمل في برامج إعداد القيادات الفكرية في العالم الإسلامي.
ولا شك أن وقت الإنسان وطاقته محدودان؛ والعمل الدءوب في البحث العلمي، أو تحقيق النصوص، ثم تحليلها قد يستنفذ حيوية الإنسان إذا لم تضبطه ضوابط من وضوح الرؤية، والقدرة على الموازنة بين القديم والجديد، أو التراث والمعاصرة، إن الخوف من ضياع الباحث في زاوية من زوايا الفكر يظل قائما ما لم يلتزم بالرؤية الواضحة... [ ص: 77 ]