تطـور الفكـر الغربي
إن فكر الغرب وفلسفاته تشكلا ضمن مؤثرات تاريخية وحضارية بعيدة الجذور، ومن خلال التطور الطويل انتقل الغرب من الإيمان بآلهة اليونان والرومان الوثنية إلى الإيمان النصراني ضمن المفاهيم الكنسية والنظام الكنسي (الإكليروس ) ، ثم أخيرا إلى الإلحاد والمبالغة في الاتجاه العقلي في القرن التاسع عشر الميلادي؛ مما أدى إلى التفلت من الكنيسة ومعتقداتها الدينية؛ حيث اعتبرت حليفة للإقطاع والرجعية، ومخدرة للشعوب، ومناقضة للعلم، فظهرت " العلمانية " والنزعة غير الدينية التي انحرف في أحضانها منهج البحث الغربي عن أصوله الإسلامية، فلم يعد يعترف بعالم الغيب أو ما وراء الطبيعة " الميتافيزيقية " وإنما يعترف بالعالم المادي المحسوس وحده. [ ص: 66 ]
وهكذا صارت مختبرات علوم الحيوان التي تدرس الخصائص البيولوجية والسلوكية على الحيوانات تصدر نتائجها لتطبق على الإنسان من قبل علماء النفس والاجتماع والتاريخ؛ لأن الإنسان لا يعدوا أن يكون حيوانا راقيا حسب نظرية " داروين " ولا يعدو في السلوك على تلبية حاجاته الغريزية وبالذات الجنسية حسب نظرية " فرويد " ..