المهمة الأولى
لعل من المفيد إلقاء نظرة على بعض هـذه المهمات الخطيرة دون الدخول في تفاصيل كثيرة تحتاج إلى دراسات مستقلة، وتشترك فيها لجان متخصصة، فالمهمة الأولى التي أشرت إليها، وهي: إيجاد هـيئة تدريس تتمكن من تلبية احتياجات التعليم الإسلامي، تعتبر من أخطر المهام، خاصة إذا لاحظنا ما تعانيه الجامعات الإسلامية - على قلتها في العالم الإسلامي - من نقص كبير في المتخصصين في الدراسات الإسلامية.. وهي مشكلة تواجه التعليم العام كله حيث النقص في أعداد المعلمين والمدرسين والأساتذة الجامعيين، ففي الوقت الذي يتوفر في البلاد الأوروبية والاتحاد السوفييتي أستاذ لكل ثلاثة عشر طالبا، وفي أمريكا اللاتينية أستاذ لكل أحد عشر طالبا، وفي البلاد الآسيوية أستاذ لكل خمسة عشر طالبا، وفي أفريقيا أستاذ لكل ستة عشر طالبا، يوجد في البلاد العربية أستاذ لكل تسعة عشر طالبا، فهي أقل المناطق قدرة على توفير الأساتذة، وتقل النسبة كثيرا إذا جئنا إلى التعليم الإسلامي. [ ص: 114 ]
وهذا يتطلب مجهودا كبيرا لسد النقص الحالي الذي يؤثر على مستوى التعليم في بلادنا من ناحية، ولمواجهة تضاعف السكان في البلاد العربية والعالم الإسلامي بعد ثمانية عشر عاما حيث يقدر أن عدد السكان في البلاد العربية وحدها سيصل إلى مائتي مليون نسمة سنة (2000م ) في حين أنه الآن مائة وخمسون مليون نسمة، ومعنى ذلك أننا نحتاج خلال عقدين فقط أن نزيد أعضاء هـيئة التدريس إلى أكثر من الضعف، لسد حاجة المستقبل القريب، فهل أعددنا للأمر عدته أم سيزيد العجز وترتفع نسبة تفوق الآخرين علينا؟؟