الشباب وقضية المرأة في ضوء الاسلام
إن توجيه الشباب إلى فهم موقف الإسلام من المرأة والرجل في مجال الوظائف الحياتية والتكاليف الدينية، والمسئوليات الاجتماعية والتربوية، والمشاركة في بناء الحياة وإثرائها وتطويرها في نطاق قوانين الفطرة ومقاصدها، ومطالب التمدن وأسبابه، وبحوث علم الأحياء " Biology " ونتائجه، أمر هـام في توضيح الرؤية، وإزالة التناقض والبلبلة.
وهذا يقتضي أن تكون دراسة علم الأحياء في المنهج التعليمي مرتبطة بمفاهيم الإسلام في الاختلاف الوظيفي بين الرجل والمرأة في التركيب الجسمي والهيكلي، وبما ثبت في التجارب العلمية التي قام بها علماء غير مسلمين، وليس في ذلك عسر؛ لكثرة المصادر والمراجع والبحوث [ ص: 60 ] التي تناولت ذلك كله بالتفصيل. وكذلك توجيه الشباب منهجيا إلى نظام الإسلام الاجتماعي؛ لتتضح الرؤية نحو القوانين التي تحكم العلاقة بين الرجل والمرأة بدءا بما سماه المودودي رحمه الله بـ " القانون الزوجي " Law of Sex ( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) [الذاريات:49 ] إلى قانون تكاثر النوع، وهو من القوانين التي تبنى الحياة عليها، ويشارك فيها الإنسان الحيوان لاستمرار الحياة في الأرض، مع ما في علاقة الزواج الإنساني من مقاصد تسمو على مجرد التناسل والشهوة والبقاء:
( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) [الروم:21 ].
ثم الأصول المنظمة لهذه العلاقات، التي تمنع فوضى الجنس، وتضبط حركته وتوجهه، والتي تتمثل في ضوابط الحلال والحرام في العلاقات بين الرجال والنساء، والقيود والأنظمة المحققة للتوازن، والحقوق والواجبات لكلا الطرفين وعليهما، والوسط الاجتماعي الذي تمارس فيه العلاقات وتنمو فيه قوى الإنسان العقلية والجسمية، ثم حدود الدوائر التي يتحرك فيها كل جنس حسب وظيفته وقابلياته وقدراته الجسدية والفكرية، والمكتبة الإسلامية زاخرة بما كتب الكتاب في تبيان ذلك كله، ولو وجه الشباب منهجيا إلى ما كتب قديما وحديثا، أو ترجم من اللغات الأخرى عن وظيفة المرأة وعلاقتها بالرجل لأصبحت الرؤية واضحة، والتصورات منسجمة، والمنطلق واحدا، ولاختفى من فكر الشباب المسلم اضطراب المفاهيم نحو هـذه المشكلة الحيوية. [ ص: 61 ]