ترتبط المشكلة الجنسية بالشباب؛ حيث اهتمت الدراسات النفسية والتربوية بهذه الناحية باعتبارها أساس مشكلات الشباب.
والمجتمع المسلم لم يعرف الجنس كمشكلة، لأن الحياة فيه ارتبطت بمنهج الله وتنظيمه، كما أن المجتمعات العربية لم تعرف الجنس قضية في حياتها؛ لما كان من إحساسها بالترابط العائلي، ومسايرة الفطرة في تلبية حاجات الجنس بالطرق المشروعة، ثم للتربية القائمة على الاعتزاز، بالشرف والفضيلة حتى إن شاعرا جاهليا كعنترة يقول:
ما استمت أنثى نفسها في موطن حتى أوفى مهرها مولاها أغشى فتاة الحي عند حليلها
وإذا غزا في الحرب لا أغشاها وأغض طرفي ما بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها إني امرؤ سمح الخليقة ماجد
لا أتبع النفس اللجوج هـواها
وقد جعل الإسلام للجنس - كما جعل للغرائز كلها - ضوابط ذاتية، وضوابط اجتماعية تنظمه، وتحدد طريقه وأسلوبه، وسنفصل ذلك في موضعه إن شاء الله.
إن سؤالا يفرض نفسه على كل من يتناول هـذا الأمر بالتفكير وهو: ما الذي جعل الجنس مشكلة للشباب؟.
إننا نجد لذلك أسبابا كثيرة، نذكر بعضها فيما يلي: