المبحث الرابع
الحث على ارتياد مجالس العلم
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على ارتياد مجالس العلم؛ لأنها وسيلة من وسائل نشر الوعي الإسلامي السليم، ورغب فيها بذكر فضلها، وأن الملائكة تذكر الحاضرين بخير، ويذكرهم الله فيمن عنده [1] ، وجعل منزلة طالب العلم كمنزلة المجاهد في سبيل الله [2] ، وكل جهد يقوم به للحصول على العلم فتح أمامه الطريق إلى الجنة. فعن أبي هـريرة رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سلك طريقا فيه يلتمس علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة ) [3]
وفضل عليه السلام مجلس العلم على العبادة، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ( قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين في مسجده، أحد المجلسين يدعون الله ويرغبون إليه، والآخر يتعلمون الفقه ويعلمونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلا المجلسين على خير، وأحدهما أفضل من الآخر، أما هـؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه، فإن شاء أعطاهم، وإن شاء منعهم، وأما هـؤلاء فيتعلمون ويعلمون الجاهل. وإنما بعثت معلما. ثم أقبل [ ص: 47 ] فجلس معهم ) [4]
وقد عد صلى الله عليه وسلم مجلس العلم بمثابة رياض الجنة، إذ ( قال: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رياض الجنة؟ قال: مجالس العلم ) [5]
وعن " ابن مسعود رضي الله عنه قال: نعم المجلس الذي تذكر فيه الحكمة " [6]
وما زال الناس يفضلون المجالس العلمية، ويبينون مزاياها وفضائلها حتى يستميلوا الناس إليها.