الفصل الأول: الإطار العام لدراسة المنهج النبوي
كما هـو معلوم في كل نوع من أنواع المعرفة البشرية، أن دراسة أي مشكلة من المشكلات، يقتضي بالضرورة أن يمتلك الباحث رؤية، أو منظورا منهجيا، يتصور من خلاله المسائل، ويحلل في ضوئه الفرضيات، والإشكاليات المطروحة على بساط البحث. ودراسة السنة النبوية، كظاهرة دينية، واجتماعية متصلة بالواقع الإنساني، في كل مستوياته، العقلية، والنفسية، والسلوكية، والعمرانية، الفردية، والجماعية، بحاجة إلى مدخل منهجي، يتيح للباحث فيها فرصة دراستها بشكل مستوعب، ينكب به إلى فهمها، واستخراج قوانينها، وسننها، وإدراك منطقيتها، ومنهجها الاستدلالي، ونظامها الفكري الذي يتفرع إلى ما هـو إلهي، وإلى ما هـو بشري. فالدراسة العلمية للسنة النبوية، باعتبارها مركبا لحضارة من جهة، وأثرا من آثار الوحي على أرض الواقع من جهة أخرى، تستدعي فهما مستوعبا للمفتاح المدخلي، الذي يمكن الباحث من دراستها بشكل صحيح، ومثمر.