الفصل الثالث: المنهج النبوي كمركب حضاري
فرغنا فيما سبق من الحديث عن بعض الأفكار المتعلقة بالجانب النظري لعملية التغيير، في ضوء المنهج النبوي، وبقى لنا في هـذا الفصل أن نقدم تفسيرا نفسيا ثقافيا، واجتماعيا تربويا لدور المنهج النبوي في تركيب حضارة، وتوليد أمة في التاريخ هـي (الأمة الإسلامية) .
ففي كل عمل تغييري، أو توليدي لثقافة حضارية، لا بد من فلسفة تغييرية أو (توليدية) تقوم بتركيب عناصر الاجتماع البشري، لتنتج منها وحدة تاريخية تمثل في جوهرها (المجتمع الوليد) ، الذي سيسعى إلى تحقيق رسالة جماعة من الناس، في ظرف زمني معين، استجابة لمذهبية كونية معينة، وبوسائل معينة، ولغاية معينة.