الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

عمرو بن العاص (القائد المسلم والسفير الأمين) [الجزء الأول]

اللواء الركن / محمود شيت خطاب

3- هـدم سواع [1] وفي الغزوات

أ- بعث النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة ثمان الهجرية، حين فتح مكة ، عمرو بن العاص ، قائدا لسرية، واجبها هـدم سواع صنم هـذيل . « قال عمرو: فانتهيت إليه، وعنده السادن، فقال: ما تريد؟ قلت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن أهدمه، فقال: لا تقدر على ذلك، فقلت: لم؟ فقال: تمنع! فقلت: حتى الآن أنت في الباطل! ويحك، هـل يسمع، أو يبصر! فدنوت منه فكسرته، وأمرت أصحابي، فهدموا بيت خزانته، فلم يجدوا فيه شيئا، ثم قلت للسادن: كيف رأيت؟ فقال: أسلمت لله» [2] .

ب- وكان عمرو، قد شهد غزو الفتح، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقاد سريته بعد الفتح -فتح مكة المكرمة، الذي كان في شهر رمضان من السنة الثامنة الهجرية- لهدم سواع ، فنهض بمهمته على أحسن وجه، وأدى واجبه على ما يرام، ثم عاد إلى مكة المكرمة .

وشهد عمرو مع النبي صلى الله عليه وسلم ، غزوة حنين ، في شوال من السنة الثامنة الهجرية، فلما هـرب المشركون، وتفرقوا في كل وجه، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرا من أصحابه في الطلب (المطاردة) ، فبعث خالد بن الوليد في وجه، وبعث عمرو بن العاص في وجه، وبعث غيرهما في وجوه أخرى [3] . [ ص: 74 ]

وشهد عمرو مع النبي صلى الله عليه وسلم حصار مدينة الطائف ، الذي كان في شهر شوال من السنة الثامنة الهجرية أيضا، بعد غزوة حنين مباشرة، فلما ثبت بنو ثقيف ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرحيل عن الطائف ، فأثنى عيينة بن حصن [4] على ثبات ثقيف قائلا عنهم: (مجدة كرام) ، فقال عمرو: (قاتلك الله، تمدح قوما مشركين بالامتناع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جئت تنصره؟) [5] .

وهكذا نال عمرو شرف الجهاد تحت لواء النبي صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية