2- في أرض الشـام [1]
أ - رد أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، عمرو بن العاص إلى عمله، الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاه إياه في عمان ، فلما أراد إرسال الجيوش، لفتح أرض الشام ، كتب إلى عمرو: (إنى كنت قد رددتك على العمل، الذي ولاك رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة، ووعدك به أخرى، إنجازا لمواعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد وليته، وقد أحببت أن أفرغك، لما هـو خير لك في الدنيا والآخرة، إلا أن يكون الذي أنت فيه أحب إليك) .
ولما تسلم عمرو رسالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وكان يومئذ أميرا على عمان، كتب إلى أبي بكر جوابا على كتابه: (إني سهم من [ ص: 81 ] سهام الإسلام، وأنت بعد الله الرامي بها، والجامع لها، فانظر أشدها، وأخشاها، وأفضلها، فارم به شيئا، إن جاءك من ناحية من النواحي) [2] .
وبدأ أبو بكر بحشد العرب، وأمر عمرا أن يجمع العرب، " فأرسـل أبو بكر إلى عمرو ، بعض من اجتمع إليه، وأمره على فلسطين ، وأوصاه بهذه الوصية: (اتق الله في السر والعلانية، فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته، ويعظم له أجرا، فإن تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله، إنك في سبيل من سبل الله، لا يسعك فيه الإذهان [3] ، والتفريط، والغفلة، عما فيه قوام دينكم، وعصمة أمركم فلا تن ولا تفتر " [4] ، وكان عقد لواء عمرو، في يوم الخميس، لمستهل شهر صفر من سنة ثلاث عشرة الهجرية [5] .
وأمر أبو بكر عمرا، أن يسلك طريق (أيلة) [6] عامدا لفلسطين ، وكان العقد لكل أمير من أمراء الشام، في بدء الأمر، ثلاثة آلاف رجل، فلم يـزل أبو بكر، يتبعهم الإمداد، حتى صار مع كل أمير، سبعة آلف وخمسمائة [7] .. وكان جيش عمرو مؤلفا من أهل مكة ، والطائف ، [ ص: 82 ] وهوازن ، وبني كلاب . " وقال أبو بكر لعمرو : لقد وليتك هـذا الجيش، فانصرف إلى أرض فلسطين، وكاتب أبا عبيدة ، وانجده إذا أرادك، ولا تقطع أمرا إلا بمشورته " ، فأقبل عمرو على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقال له: (يا أبا حفص! أنت تعلم شدتي على العدو، وصبري على الحرب، فلو كلمت الخليفة، أن يجعلني أميرا على أبي عبيدة، وقد رأيت منزلتي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإني لأرجو أن يفتح الله على يدي البلاد، ويهلك الأعداء) ، فقال عمر بن الخطاب: (ما كنت بالذي أكلمه في ذلك، فإنه ليس على أبي عبيدة أمير، ولأبو عبيدة أفضل منزلة منك، وأقدم سابقة منك، ( والنبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: أبو عبيدة أمين هـذه الأمة ) ، فقال عمرو: (ما ينقص من منزلته إذا كنت واليا عليه؟!) فقال عمر: (ويلك يا عمرو! إنك ما تطلب بقولك هـذا، إلا الرياسة والشرف، فاتق الله، ولا تطلب إلا شرف الآخرة، ووجه الله تعالى) ، فقال عمرو: (إن الأمر كما ذكرت) [8] .
وولى أبو بكر الأردن شرحبيل بن حسنة [9] ، ويزيد بن أبي سفيان [10] دمشق ، وقال للأمـراء: (إذا اجتمعتم على قتال، فأميركـم أبو عبيدة [ ص: 83 ] عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري ، وإلا فيزيد بن أبي سفيان ) ، وقال: (إذا كان بكم قتال، فأميركم الذي تكونون في عمله) [11] ، أي إذا كان القتال في فلسطين ، كان القائد العام عمرو ، لأنه قائد فلسطين، وإذا كان القتال في الأردن ، كان القائد العام شرحبيل .... وهكذا.
أما إذا اجتمع القادة في مكان واحد، فالقائد العام هـو أبو عبيدة.
ولما وصل الأمراء أرض الشام ، نزل عمرو ( العربة ) [12] ، فبلغ الروم ذلك، فكتبوا إلى هـرقل وكان بالقدس ، فقال: أرى أن تصالحوا المسلمين، فوالله، لأن تصالحوهم على نصف ما يحصل من الشام ، ويبقى لكم نصفه، مع بلاد الروم، أحب إليكم من أن يغلبوكم على الشام، ونصف بلاد الروم) ، فتفرقوا عنه وعصوه، فجمعهم وسار بهم إلى حمص ، فنزلها، وأعد الجنود والعساكر، وأراد إشغال كل طائفة من المسلمين، بطائفة من عسكره لكثرة جنده، لتضعف كل فرقة من المسلمين عمن بإزائه، فأرسل تذارق أخاه لأمه وأبيه في تسعين ألفا، وبعث القادة الآخرين مع قواتهم، ليكون كل قائد منهم، بمواجهة أحد قادة المسلمين، فهابهم المسلمون، وكتبوا إلى عمرو يسألونه الرأي، فأجابهم: (إن الرأي لمثلنا الاجتماع، فإن مثلنا إذا اجتمعنا، لا نغلب [ ص: 84 ] من قلة، فإن تفرقنا لا يقوم كل فرقة له بمن استقبلها، لكثرة عدونا) .. وكتب أمراء المسلمين في أرض الشـام إلى أبي بكر الصديق يسألونه أيضا، فأجابهم مثل جواب عمرو ، وقال: (إن مثلكم لا يؤتى من قلة، وإنما يؤتى العشرة آلاف من الذنوب، فاحترسوا منها، فاجتمعوا باليرموك متساندين، وليصل كل واحد منكم بأصحابه) [13] .
وباجتماع جيوش المسلمين في اليرموك ، فوتوا على الروم فرصة ضرب كل جيش من جيوشهم على انفراد، دون أن تستطيع تلك الجيوش التعاون الوثيق بينها، كما ينبغي.
واجتمع المسلمون باليرموك، والروم كذلك، فنزل الروم ( الواقوصة ) [14] وهي على ضفة اليرموك، وصار الوادي خندقا لهم، وهو لهب [15] لا يدرك، وإنما أراد قائد الروم يستثبت الروم، ويأنسوا بالمسلمين، وترجع إليهم أفئدتهم، طيرتها، فقد كانت معنويات الروم منهارة.
وانتقل المسلمون عن معسكرهم الأول، ونزلوا بحذاء الروم، على طريقتهم، وليس للروم طريق إلا على المسلمين، فقال عمرو: (أيها الناس! أبشروا، حصرت الروم، وقلما جاء محصور بخير) [16] . [ ص: 85 ]
وأقام المسلـمون بإزاء الروم ، أواخر شهـر صفـر، وشهري ربيـع، لا يقدرون من الروم على شيء، ولا يخلصون إليهم: الواقوصة من ورائهم، والخندق من أمامهم، ولا يخرجون خرجة إلا أديل المسلمون منهم [17] ، حتى إذا سلخوا شهر ربيع الأول، من سنة ثلاث عشرة الهجرية، استمدوا أبا بكر ، في شهر صفر، فكتب إلى خالد بن الوليد ليلحق بهم، ويأمره بالمسير إليهم، وبالحث، وأن يأخذ نصف الناس، ويستخـلف على النصـف الآخـر المثنى بن حـارثـة الشيبـاني [18] ، ولا يأخذن من فيه نجدة، إلا ويترك عند المثنى مثله، وإذا فتح الله عليهم، رجع خالد وأصحابه إلى العراق .
ولما تكامل جمع المسلمين باليرموك ، خرج الروم للقتال، في جمادى الآخرة، فأراد المسلمون الخروج لقتال الروم متساندين، فاقترح خالد لتحقيق تساند المسلمين، أن يتولى الأمراء الإمارة بالتعاقب، وأن يسمحوا له بتولى القيادة العامة أولا، فأمروه، وهم يرون أنها لن تطول.
وخرجت الروم، في تعبية لم ير الراءون مثلها قط، وخرج خالد في تعبية، لم تعبها العرب قبل ذلك، فخرج في ستة وثلاثين كردوسا [19] [ ص: 86 ] إلى الأربعين: فجعل القلب كراديس، وأقام فيه أبا عبيدة ، وجعل الميمنة كراديس، وعليها عمرو بن العاص ، وشرحبيل بن حسنة ، وجعل الميسرة كراديس، وعليها يزيد بن أبي سفيان ، وجعل على كل كردوس رجلا من الشجعان [20] ، فكان لعمرو أثر كبير في انتصار المسلمين على الروم ، في هـذه المعركة الحاسمة التي فتحت أبواب أرض الشام ، للفاتحين المسلمين.
وشهد عمرو فتح دمشق بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، فنزل بجيشه في ناحية باب (توما) [21] ، أحد أبواب دمشق [22] ، وكان فتح دمشق سنة ثلاث عشرة الهجرية [23] .
ولما فتحت دمشق، سار أبو عبيدة إلى ( فحل ) [24] ، واستخلف على دمشق، يزيد بن أبي سفيان، وبعث خالدا على المقدمة، وعلى الناس شرحبيل بن حسنة، وكان على الجنبتين، أبو عبيدة، وعمرو بن العاص، فانتصر المسلمون، على الروم أيضا [25] ، وكان لعمرو أثر كبير في إحراز هـذا الانتصار، وقد دارت هـذه المعركة، سنة ثلاث عشرة الهجرية [26] .
وسبب تولي شرحبيل القيادة العامة، في هـذه المعركة، هـو أنه كان [ ص: 87 ] قائد منطقة الأردن ، والمعركة جرت في منطقته، فهو يتولى القيادة العامة، تنفيذا لأوامر أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، التي أصدرها لقادة فتح أرض الشام ، والتي مر ذكرها.
وشهد عمرو مع شرحبيل فتح بيسـان [27] و ( طبرية ) [28] ، وصالحا أهل الأردن [29] .
ب - وعلم عمرو، أن الروم حشدوا جيوشهم، وعلى رأسها قائد فلسطين للروم، أرطبون (أريطيون) في ( أجنادين ) [30] . فسار عمرو، ومعه شرحبيل بن حسنة، واستخلف على الأردن، أبا الأعور السلمي [31] .. وكان الأرطبون أدهى الروم، وأبعدها غورا، قد وضع بـ ( الرملة ) [32] جندا عظيما وبـ ( إيلياء ) [33] جندا عظيما، فلما بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخبر، قال: (رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب -يريد عمرا- فانظروا عما تنفرج) . وكان معاوية بن أبي سفيان قد شغل أهل ( قيسارية ) [34] عن عمرو.. كما جعل عمرو، على قتال إيلياء، علقمة بن حكيم الفراسي [35] [ ص: 88 ] ومسروق العكي [36] ، فشغلوا من به عنه، وجعل أيضا أبا أيوب المالكي [37] ، على من بالرملة من الروم ، فشغلهم عنه، وشاغل هـؤلاء القادة المسلمون القوات الرومية عن قوات عمرو الأصلية.
وأقام عمرو على أجنادين ، لا يقدر على الأرطبون ، ولا تشفيه الرسل، فسار إليه بنفسه، ودخل عليه كأنه رسول، ففطن به الأرطبون، وقال: (لا شك أن هـذا هـو الأمير أو من يأخذ الأمير برأيه) ، فأمر رجلا أن يقعد على طريقه، ليقتله إذا مر به، وفطن عمرو إلى غدر الأرطبون، فقال: (قد سمعت مني، وسمعت منك، وقد وقع قولك مني موقعا، وأنا واحد من عشرة، بعثنا عمر بن الخطاب مع هـذا الوالي لنكانفه [38] ، ويشهدنا أموره، فأرجع فآتيك بهم الآن، فإن رأوا في الذي عرضت، مثل الذي أرى، فقد رآه أهل العسكر والأمير، وإن لم يروه رددتهم إلى مأمنهم، وكنت على رأس أمرك) ، فقال الأرطبون: (نعم) ، ورد الرجل، الذي أمره بقتل عمرو، وخرج عمرو من عند الأرطبون، فعلم الرومي، بأن عمرا خدعه، فقال: (خدعني الرجل! هـذا أدهى الخلق) . [ ص: 89 ]
وبلغت خديعة عمرو ، مسامع عمر بن الخطاب ، فقال: (لله در عمرو!)
وعرف عمرو من استطلاعه الشخصي، هـذا الذي ذكرناه، نقاط الضعف، ومواطن القوة، في مواضع الروم ، فهاجم جيش الروم في أجنادين ، واشتبك معهم في قتال مرير، كقتال يوم اليرموك ، حتى كثرت القتلى بين الطرفين، ولكن الأرطبون انهزم، فآوى إلى مدينة إيلياء ، وأفرج المسلمون الذين يحصرون بيت المقدس لأرطبون، ومن معه من المنهزمين، فدخل إيلياء، وأزاح المسلمين عنه إلى عمرو في أجنادين، حيث استقر عمرو، ومن معه من المسلمين، في هـذه المدينة، للاستعداد لقتال جديد، وانضم علقمة بن حكيم ، ومسروق العكي، وأبو أيوب المالكي ، ومن معهم، من قوات ثانوية، إلى قوات عمرو الأصلية، في أجنادين [39] ، وكان ذلك سنة خمس عشرة الهجرية [40] ولما دخل الأرطبون مدينة إيلياء (بيت المقدس) ، فتح عمرو ( غـزة ) [41] ، و ( سبسطيـة ) [42] ، و ( نـابلـس ) [43] ، و ( اللـد ) [44] ، [ ص: 90 ] و ( يبنى ) [45] ، و ( عمواس ) [46] ، و ( بيت جبرين ) [47] ، و ( يافا ) [48] ، و ( رفح ) [49] ، كما فتح ( مرج عيون ) [50] .
وقدم أبو عبيدة على عمرو ، وهو محاصر بيت المقدس، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب : (إني أعالج عدوا شديدا، وبلادا قد ادخرت لك، فرأيك؟) فعلم عمر أن عمرا، لم يقل ذلك إلا بشيء سمعه، فسار عمر عن المدينة.
وقيل: كان سبب قدوم عمر بن الخطاب، إلى الشام ، أن أبا عبيدة حاصر بيت المقدس ، فطلب أهله منهم أن يصالحهم، على صلح أهل مدن الشام، وأن يكون المتولي للعقد عمر بن الخطاب، فكتب إليه بذلك، فسار عمر عن المدينة ، واستخلف عليها علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وسار عمر بن الخطاب، فقدم ( الجابية ) [51] ، وكان المدافعون عن بيت المقدس، قد شجوا عمرا وأشجاهم، ولم يقدر عليها، ولا على ( الرملة ) [52] . [ ص: 91 ]
وقدم قسم من أهل بيت المقدس ، إلى عمر في الجابية ، وصالحوه على الجزية ، وفتحوها له، وكان الذي صالحه العوام، لأن الأرطبون هـرب إلى مصر . وأرسل عمر بن الخطاب، إلى أهل بيت المقدس، والرملة بالأمان، وجعل علقمة بن حكيم ، على نصف فلسطين، وأسكنه الرملة، وجعل علقمة بن مجزز [53] ، على نصفها الآخر، وأسكنه بيت المقدس، فنزل كل واحد في عمله في الجنود التي معه، وضم عمرا وشرحبيل إليه بالجابية، فلما انتهيا إلى الجابية، وافقا عمر ابن الخطاب راكبا، فقبلا ركبتيه، وضم عمر كل واحد منهما محتضنا [54] ، وكان هـذا الفتح سنة خمس عشرة الهجرية [55] ، وقيل سنة ست عشرة الهجرية [56] ، والأول أصوب.
" وكان نص معاهدة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، مع أهل بيت المقدس، والذي كان عمرو، أحد الشهود على هـذه الوثيقة:
( بسم الله الرحمن الرحيم. هـذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين، أهل إيلياء ، من الأمان.. أعطاهم أمانا لأنفسهم، وأموالهم، ولكنائسهم، وصلبـناهم، وسقيمها، وبريئها، وسائـر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من [ ص: 92 ] صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود .. وعلى أهل إيلياء، أن يعطوا الجزية ، كما يعطي أهل المدائن ، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت [57] ، فمن خرج منهم، فإنه آمن، وعليـه مثـل ما على أهل إيلياء من الجزية.. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم، ويخلي بيعهم، وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم، وعلى بيعهم وصلبهم، حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض، قبل مقتل فلان، فمن شاء منهم قعد، وعليه مثـل ما على أهل إيلياء، من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصـادهم، وعلـى ما في هـذا الكتاب، عهد الله، وذمة رسوله، وذمة الخلفاء، وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. "
شهد على ذلك: خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعبد الرحمن بن عوف [58] ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وكتب وحضر سنة خمس عشرة [59] الهجرية.
وحاصر عمرو ( قيسارية ) بعد فتح بيت المقدس ، ولكنه خرج إلى مصر ، فتولى فتحها، معاوية بن أبي سفيان [60] . [ ص: 93 ]
وقد نقض أهل طبرية العهد، الذي كان شرحبيل بن حسنة ، قد عقده معهم، بعد فتح مدينتهم صلحا، وكان نقضهم في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، إذ اجتمع مع أهل طبرية قوم من الروم وغيرهم، فأمر أبو عبيدة بغزوهم عمرو بن العاص ، فسار إليهم في أربعة آلاف، فاستعاد فتحها، على مثل صلح شرحبيل ، ويقال: بل فتحها شرحبيل ثانية [61] .
لقد شهد عمرو، أكثر معارك فتح أرض الشام ، كما كان فتح أكثر فلسطين ، على يديه، وأبلى في فتوح أرض الشام، أحسن البلاء.