الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        معلومات الكتاب

        في السيرة النبوية (قراءة لجوانب الحذر والحماية)

        الدكتور / إبراهيم علي محمد أحمد

        المبحث الرابع

        الحـس الأمنـي لـدى الصحابـة

        كل مسلم مطالب بأن يكون على قدر كبير من اليقظة والحذر، فالمؤمن كيس فطن، فلا بد أن يكون أهلا للمسئولية المنوطة به، ويؤدي دوره في الحياة وفق منهج دقيق منظم، وهذا يتطلب منه إحكام أعماله، وضبط تصرفاته، توخيا لدفع كيد أعدائه.

        والحس الأمني لا بد منه لكل فرد من أفراد الأمة، في كل أمر من أمور حياته، الخاصة منها والعامة. ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود ) [1] ، فإذا كان الكتمان في الحوائج الشخصية المادية مطلوب، ومأمور به، ففي الحوائج العامة المتعلقة بمصير الأمة من باب أولى.

        وقد كان الحس الأمني لدى أفراد الصحابة رضي الله عنهم في بدء الدعوة بمكة ، ظاهرا في مواقف عديدة، تؤكد مدى اهتمام السلف رضي الله عنهم بهذا الجانب، وتطبيقه في الحياة العملية للدعوة، وقد استخدموا مع كل موقف ما يناسبه، ويتطلبه من تصرف حذر سليم.. وسنحاول الوقوف على بعض هـذه المواقف كل على حدة. [ ص: 48 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية