المبحث الثالث أدب الأطفال
مقدمة يعتبر أدب الأطفال جزءا من الأدب بعمومه ويحمل خصائصه وصفاته ولكنه يعنى فقط بطبقة محدودة من القراء هـم الأطفال وهو وإن استفاد من الفنون الحديثة والرسوم والصور والأشكال التوضيحية فإنه يحمل -في النهاية- مضمونا معينا سواء صيغ بأسلوب المقالة أو بأسلوب القصة أو الأنشودة أو الحكاية.
وأدب الأطفال حديث جدا بمقياس تاريخ الأدب عموما ولم ينشأ -في صيغته المقروءة المعاصرة- إلا منذ قرنين من الزمن تقريبا ولا يعني ذلك أنه كان منعدما لكن الكتابة الأدبية المتخصصة بالأطفال حديثة جدا وبدلا منها وجدت الحكايات المنقولة شفاهة عبر الأجيال وعلى لسان الأجداد والجدات.
ويعتبر أدب الأطفال بما يحويه من قصص وأشعار وحكايات في صيغة كتاب أو مجلة أو شريط مسموع أو مشاهد ميدانا هـاما لتنمية قدرة الطفل على الإبداع وتنمية القدرات الابتكارية عندهم.
كما يعتبر وسيطا مناسبا في الجانب التربوي للتعليم وتنمية القدرات الذهنية واستقرار الجوانب النفسية لدى الطفل ويمكن [ ص: 60 ] القول إنه يتيح للطفل الشعور بالرضا والثقة بالنفس وحب الحياة والطموح للمستقبل ويؤهله لكي يكون إنسانا إيجابيا في المجتمع.
خصائص أدب الأطفال [1] إن المضمون الجيد يفقد أثره عندما يصاغ في قالب رديء ورغم أنه ليس هـناك أسلوب محدد في أدب الأطفال إلا أننا نستطيع أن نشير إلى بعض المعالم المهمة لهذا الأدب وهي:
- أن يتصف بالوضوح وبساطة العرض وسهولة اللغة.
- أن تكون الجمل قصيرة والمفردات واضحة.
- الاختصار والتركيز والوصول إلى المعنى بأقل عدد ممكن من المفردات.
- لا بأس بالتكرار غير الممل والتأكيد غير المتكلف.
كذلك استخدام أسلوب المفاجأة وعنصر التشويق والإثارة والتنوع في التعبير بين المبني للمجهول والمحاورة والأسئلة ثم العودة إلى الصيغ البسيطة فإنها تساعد في نجاح وصول المادة إلى الطفل وتدعوه أيضا لمواصلة القراءة.
ولعل من أبرز خصائص أسلوب أدب الأطفال الوضوح والتلقائية والقوة والجمال فحيثما وجد يلقى القبول؛ لأن الغموض [ ص: 61 ] والتكلف والألفاظ الصعبة كلها من دواعي العزوف عن القراءة حتى لو كانت في قوالب فنية جميلة.
الكتابة والأطفال
تعتبر الكتابة للأطفال من أصعب فنون الكتابة والتأليف فقد تجد كاتبا يتكلف الصياغة للطفل ويتقعر في اختيار الألفاظ ويدقق في المعاني ويحاول أن يسبر غور الأطفال حتى يعبر عما يجيش في نفوسهم من خلال قصة أو حكاية أو معلومة أو حتى طرفة.
ليس كل من كتب للكبار يستطيع أن يكتب للصغار فلقد فشل بعض كبار الكتاب في سرد قصة واحدة للأطفال ولعل الصعوبة في ذلك تنبع من عدم قدرة الأديب على فهم عالم الطفل وميوله ونفسيته.
إن البساطة في أدب الأطفال -وهي سمة رئيسة له- تعتبر من العوائق الحقيقية أمام كثير من الكتاب فالتبسيط عادة ما يتطلب جهدا إضافيا من الكاتب كي يستطيع أن ينزل المعاني في ألفاظ وجمل سهلة مفهومة سلسلة تخلو من الطول والتعقيد والغموض والغرابة مع الاحتفاظ بالتشويق والجمال والجاذبية في نفس الوقت.
إن من الغرائب أن بعض أفضل كتاب أدب الأطفال هـم من المغمورين بل بعضهم لا يتجاوز أن يكون قد اكتشف قدرته في هـذا المجال فجأة دون سابق قصد أو معرفة، إن أديب الطفل ينبغي أن [ ص: 62 ] يكون فنانا في الدرجة الأولى ذا حس مرهف وقدرة مبدعة على الابتكار صبورا يستطيع أن يقيم جسورا قوية مع الأطفال.
مضمون أدب الأطفال
إن مضمون أدب الأطفال يرتبط بشكل رئيس بأهدافنا التي نريد أن نوصلها للطفل وليس كل ما يريده فعندما نريد أن يكتسب الأخلاق الحميدة والسلوك القويم نعلمه الشجاعة والثقة بالنفس والصدق والأمانة ونوفر له المادة المناسبة التي تعالج هـذه القضايا فتوصل له الرسالة بأسلس أسلوب وأبهى حلة وأجمل شكل سواء صيغت على شكل قصة مصورة أو على شكل حكاية سردية أو مسابقة ولا شك أن ذلك أمانة ومسئولية على عاتق الكاتب فالطفل يتأثر كثيرا بما يقرأ وتنطلي عليه المضامين السيئة إذا سيقت في قالب فني جميل.
والكاتب يجب أن يضع نصب عينيه حاجات الطفل فيقدمها له في قالب راق مقنع له من جانب ومحقق للأهداف المقصودة من جانب آخر.
أدب الأطفال في العالم العربي
يكاد يخلو التراث العربي من أدب الأطفال المكتوب وهو كقرينه الأدب الغربي معاصر ومتوافق مع ظهور الطباعة وتوفر أدوات القراءة [ ص: 63 ] وانتشار التعليم ومع ذلك هـناك بعض المواد التاريخية سواء في الأدب العربي مثل عقلة الإصبع، حي بن يقظان، أو الأدب الغربي مثل روبنز كروس، وأليس في بلاد العجائب.
وعند النظر في واقع أدب الأطفال العربي المعاصر فإننا نجد أنه يتميز بالصفات العامة التالية:
- غياب ما يصطلح عليه أدب الطفل.
- طغيان نظرية أن الطفل رجل صغير فيقدم له من الأدب ما لا يتناسب مع عقله وسنه.
- سيطرة الترجمة على أدب الأطفال خصوصا في بداياته.
- سيطرة القصة على كافة ألوان أدب الطفل الأخرى.
- الاعتماد الرئيس على الحكايات الشعبية كمصدر للأدب.
- انتشار الخرافة والمبالغات والخيال.
- غياب أثر البيئة على الأدب.
- انعدام الروح الإسلامية في معظم مواده.
- غياب أدب الأطفال في السن المبكرة (قبل السابعة) . [ ص: 64 ]
- معظم المواد المقدمة للطفل تنمي ثقافة الذاكرة وتغيب ثقافة الإبداع والابتكار.
- يعتمد على التوجيه المباشر في كثير من الأحيان.
- تسيطر عليه نمطية الأوامر والنواهي.
- يخلو من عناصر الخيال المتوازن.
- يعتمد أسلوب التسليم والإذعان وليس أسلوب الإقناع والمناقشة.
- قلة المادة المقدمة للأطفال وسيطرة الهدف التجاري عليها.
كتاب الطفل العربي [2] يعتبر كتاب الطفل مصدرا رئيسا لتنشئة الطفل وتنمية قدراته ومواهبه وهو غذاؤه العلمي والثقافي والعاطفي يتفاعل معه ويتقمص شخصياته ويقلد أبطاله ويتميز كتاب الطفل بأنه يضم لونا واحدا من الأدب وموضوعا واحدا.
وتتنوع كتب الأطفال بين الكتب القصصية التي تحوي قصة طويلة أو مجموعة من القصص أو سلسلة قصصية وقد تكون كتبا [ ص: 65 ] علمية أو موسوعات أو كتبا دينية أو تاريخية لكن يغلب على هـذه الكتب القصص بأنواعها المختلفة من خيالية واجتماعية وبوليسية
ولقد اهتم العالم بكتاب الطفل بشكل كبير حيث بذلت الدول الاشتراكية في السنوات السابقة الجهود الضخمة لنشر كتاب الطفل فقد كان يمثل بالنسبة لها وسيلة رئيسة لتأصيل مفهوم الاشتراكية لدى الأطفال وعلى سبيل المثال أصدرت دار نشر واحدة في ألمانيا الشرقية سابقا 200 ألف كتاب سنوي للأطفال.
أما الدول الغربية فقد سيطر التوجه التجاري عليها فرغم اتساع نطاق النشر لكتب الأطفال إلا أنها بقيت محدودة بسبب قلة المردود التجاري لها.
أما في العالم العربي فلقد كانت بدايات كتب الأطفال عبارة عن ترجمات بإشراف جهات غربية ومساهمات عربية محلية لإصدارات أجنبية يغلب عليها صفة التغريب والانهزامية أمام مقدرات الغرب ثم ظهرت كتب عربية اعتمدت فقط على الحكايات الشعبية والأيام والمعارك المحلية وصاغتها بصياغة معاصرة مما أثر على مستوى المضمون الذي تحمله.
كانت هـناك محاولات جادة قليلة جدا استفادت من التراث [ ص: 66 ] الإسلامي والسيرة لكنها لم تستطع الاستمرار والثبات وانعكست مشكلة الكتابة العربية عموما على كتاب الطفل الذي يتميز بخصوصية المحتوى ومستوى التنفيذ.
وتعتبر قصة السندباد البحري التي ألفها كامل كيلاني عام 1927م أول ما كتب في الأدب العربي المعاصر للأطفال.
وبالإضافة إلى ندرة كتاب الطفل وانخفاض مستواه فإنه عانى – ولا يزال- من غياب المتخصصين وتدني الدقة العلمية وعدم التمييز بين المستويات العمرية للأطفال إضافة إلى الإخراج الرديء والاعتماد على الاقتباس والنقل في الرسوم من الغرب وأخيرا ارتفاع سعر الكتاب الجيد وهو قليل جدا مما يجعله بعيدا عن متناول الأطفال.
ويستهلك العالم العربي نسبة ضئيلة من الورق المستخدم في طباعة الكتب وللمقارنة فقط نجد أن العالم العربي يستهلك أقل من 10% من استهلاك بلجيكا التي لا يتجاوز عدد سكانها بضعة ملايين نسمة ولو خصصنا كتاب الطفل لوجدنا أنه لا يتجاوز نسبة 5% من الكتاب المطبوع بعامة في الوقت الذي يقارب الأطفال نسبة 50% من السكان ومقارنة بنصيب الطفل الغربي من الكتاب والذي [ ص: 67 ] يتراوح بين 2-5 كتب لكل طفل في السنة فإن نصيب الطفل العربي سطر واحد من كتاب.
ورغم قدم صدور كتب الأطفال إلا أنها استمرت قليلة جدا حيث لا يتجاوز ما صدر من كتب للأطفال ألف وخمسمائة كتاب خلال ربع قرن أقل من مائة كتاب في السنة.
أهمية الكتابة الدينية للأطفال لا تنفك الكتابة الدينية للأطفال عن أنواع الكتابة الأخرى لهم سواء بفنونها أو قوالبها إلا أنها تتميز باستحضار أصول ومفاهيم تغذي الطفل من وقت مبكر كي تؤدي وظيفة محمودة ينشأ عليها الطفل ويلتزمها إذا كبر ولعل من أهم عناصر هـذه الكتابة الجانب العقدي حيث يلزم زرع عقيدة التوحيد لدى الطفل وبيان علاقة الإنسان بربه وكذلك ربط الطفل بالحياة الآخرة وأن الدنيا فقط معبر وممر وأن الله استخلف الإنسان في هـذه الحياة لغاية وحيدة وهي عبادته وبالتالي فإن أي معتقد أو سلوك ينبغي أن يغرس في هـذا السياق.
إن الكتابة الدينية وإن ميزت بوصفها هـذا إلا أنها لا تنفصل عن غيرها من ألوان الكتابة الأخرى بل هـي أساس كل ما يكتب للكبير [ ص: 68 ] فضلا عن الصغير فالإيمان بالله وحده هـو أساس التصور لدى الإنسان وهو بالتالي يمثل منظومة متكاملة من الأخلاق والسلوكيات في حياة الطفل.
والكتابة الدينية عبارة عن نفس مؤمن موحد في مضمونها لكنها تدخل ضمن جميع الأساليب الفنية للتعبير من قصة وأنشودة ومسابقة وحكاية وطرفة وموضوع علمي.
بمعنى أن هـناك مجالا واسعا للمادة المسلية المفيدة (والتي بالطبع ليست جزءا من أمور الدين) لكنها لا تصادم مسلمات العقيدة ولا تتناقض مع أوامر الدين وتوجيهاته.
إن الكتابة الدينية ينبغي أن تتنوع بين أسلوب الترغيب والترهيب بين الحب والخوف كذلك لا بد من التركيز على مضامين الحب والمودة والرحمة سواء أكان ذلك في علاقة الإنسان بخالقه أو علاقته بأخيه الإنسان وحتى الحيوانات والبيئة المحيطة به ولا شك أن استخدام أسلوب الإقناع العقلي مطلوب لكن لا بد أن يكون ضمن إطار أوسع من المسلمات والحقائق التي لا يدركها الطفل بسبب حداثة سنه.
لا بد إذن أن يعرف الطفل أن هـناك خيرا وله أهله وأن هـناك شرا [ ص: 69 ] وله أهله ويعرف معه أن عاقبة الخير حسنة وعاقبة الشر سيئة دون أن نلتزم بتوضيح وسائل العقاب الأخروي على وجه الخصوص حتى لا نضطر إلى شرحها للطفل وهي أعلى من قدرته على التصور كما ينبغي استقاء التوجيهات الدينية من مصادرها الأصلية أي القرآن والسنة النبوية وأن يربط الطفل ما أمكن بهذين المصدرين.
قصص الأطفال [3] تنتشر بعض الظواهر السلبية في أدب الأطفال وقصصهم ومجلاتهم منها:
- قصص السحر والجن وهي وإن كان بعضها حقيقية من منظور إسلامي إلا أنها متقدمة جدا على عقل الطفل ولا يستطيع أن يدركها بسهولة فالأولى عدم تقديمها له من خلال القصص وخصوصا في سنوات الطفل الأولى.
- قصص الخوارق ويمثل فيها الأبطال أدوارا خارقة على الطبيعة الإنسانية مثل قصص الوطواط سوبرمان ويكون البطل منتصرا دائما في النهاية ولا يعرف معنى الهزيمة يتحدى الآخرين ويتميز عنهم بقدرات [ ص: 70 ] عضلية أو أدوات متطورة جدا فضلا عن عقل كبير ذكي واسع يعرف الخصم ويتعرف عليه دائما وهي في مجملها ضارة نظرا لبعدها الشديد عن الواقع. وهذه القصص تؤثر على عقل الطفل ونفسيته وسلوكه فهو يحاول أن يقلد لكنه حتما سيفاجأ بواقع مختلف لا يستطيع أن ينزل ما قرأه عليه فيصاب بالإحباط والهزيمة النفسية أحيانا ويلوذ بخياله هـربا من هـذا الواقع الذي لا يستطيع أن يحاكيه وبدلا من أن تكون هـذه القصص مجالا رحبا لسعة عقل الطفل ودافعا له للتقليد الإيجابي فإنها تسلك به سبل اليأس والتعايش السلبي مع واقع الحياة العادية.
- قصص الجريمة والعنف (والجنس أحيانا) وتتمثل بسيل من الروايات البوليسية المتخصصة أو بمواد دسمة من خلال مجلات الأطفال وهي في غالبها مترجمة أو مقتبسة من القصص الأجنبية ويندر أن تحمل هـدفا تربويا أو ثقافيا سليما. وتتميز غالبا بالسطحية وتركز على الإثارة والتشويق بعيدا عن المحتوى الجاد أو المعالجة الموضوعية ويلحظ عليها التوجه التجاري البحت حيث السلاسل المتصلة والقصص التي لا تنتهي والشخصيات المتجددة وهي توحي إلى الطفل بالشدة في الحياة، [ ص: 71 ] وأخذ الأمور بالقوة ورغم أنها تنتهي بانتصار الخير على الشر إلا أن ما قبلها يهز ثقة الطفل بنفسه بل يدعوه أحيانا إلى تقليد عنصر الشر نظرا للقالب الذي تطرح فيه هـذه القصص. كذلك يلحظ وجود خير محض في بعض الشخصيات وشر محض في شخصيات أخرى وهذا أيضا خلاف الواقع مما قد يصطدم به الطفل أثناء معايشته للناس في أخلاقهم وسلوكياتهم التي تحوي من هـذا العنصر وذاك كما هـو الواقع المشاهد.
أنواع قصص الأطفال [4] ومن أنواع قصص الأطفال:
- قصص الرجل الخارق للطبيعة السوبرمان والوطواط.
- قصص المغامرات البوليسية.
- القصص التاريخية.
- مغامرات الأطفال أنفسهم.
- قصص الخيال العلمي.
- الحكايات الشعبية.
- القصص الاجتماعية التي تعتمد على الفكاهة والمقالب. [ ص: 72 ]
أسس اختيار المادة الصحفية [5] ترتبط المادة الصحفية المقدمة للطفل ارتباطا وثيقا بعمره وخبرته في الحياة كي تلبي حاجاته وتتواءم مع قدراته العقلية وإمكاناته الجسمية.
المراحل العمرية للطفل نظرا لتركيزنا على طفل المدرسة الذي بدأ يتعلم القراءة فإننا سنقصر حديثنا هـنا على المراحل العمرية التي يبدأ منها الطفل بالقراءة ونتجاوز ما قبلها.
- المرحلة من 5 إلى 7 سنوات
يبدأ الطفل في هـذه المرحلة دخول المدرسة ويبدأ نموه الجسدي بالتسارع كما أن نضجه العقلي يأخذ مداه الواسع وتسمى في الإسلام مرحلة التمييز حيث يستطيع أن يميز فيها الطفل بين الأشياء وينتقي منها وترتقي فيها قدراته على الحفظ ويكون قد استوعب رصيدا لغويا معقولا كذلك يبدأ في التقليد وتقمص الشخصيات وحب التمثيل وتكرار ما حفظه أو سمعه. [ ص: 73 ]
وفي جانب القراءة الصحفية يميل الطفل للقصص المصورة ويحب أحداث البطولة والمغامرات ويتسع شوقه لمعرفة البيئة التي حوله كذلك يميل إلى التخيل كما يستطيع أن يتعرف على الأرقام والعد ويميز بين الأشياء على أساس التشابه الشكلي بينها.
المرحلة من 7 إلى 9 سنوات
يمتلك الطفل في هـذه المرحلة قدرة لا بأس بها على القراءة والكتابة ويكون قد قطع شوطا في التعلم وفي هـذه المرحلة يتسع خياله ويبعد عن واقعيته وأيضا يستطيع تمييز الأشياء على أساس عقلي ويستطيع الربط بين الأشياء ذات التكوين المتشابه لها أرجل أو أجنحة. وفي الجانب الصحفي يميل إلى قصص الفكاهة والتسلية والمسابقات ويحب أن يوجه للاعتماد على نفسه بعيدا عن الكبار وتسلطهم ومن المناسب له المواد ذات الطبيعة الجماعية والسلوكيات الجماعية التعاون مساعدة الآخرين كذلك لا بد أن توفر له القصص ذات القدر البسيط من الخيال بعيدا عن العنف والفزع وتكون متميزة بالخفة والقصر والخاتمة الطريفة. وفي جانب الخيال يميل الطفل إلى الخرافات والخوارق والمعجزات، [ ص: 74 ] ويبدي اهتماما إضافيا حيالها مما يؤكد الحاجة إلى تغذية هـذا الجانب لديه بصورة معقولة متوازنة بعيدا عن الإسراف في الخيال والخوارق.
المرحلة من 9 إلى 12 سنة
في هـذه المرحلة يكون الطفل قد قطع شوطا جيدا في التعليم وتكون قدراته اللغوية ومهاراته في القراءة جيدة ويستطيع أن يقرأ المواد القصيرة البسيطة في التعبير والواضحة في المضمون وفي الجانب الواقعي يقل ميله للخيال الجامح لذلك يحب قصص المغامرات الواقعية والسير والتاريخ والأحداث الاجتماعية والمحلية ويظهر في هـذه المرحلة اعتماده على نفسه وبالتالي يسعى إلى ما يقوي هـذا الجانب لديه من مواد ثقافية وعلمية وبخاصة الألغاز والمسابقات. كذلك يحب تقليد الكبار في أدبهم فيميل شيئا قليلا للشعر ويجاري الكبار في الصبر على القراءة خصوصا في القصص ذات الطول النسبي ونظرا لحبه للمغامرة والاكتشاف والبطولات والتحدي فإن تنمية هـذا الجانب لديه من خلال القصص والأحداث المشوقة أمر ضروري. وتمثل موضوعات التجريب والتركيب والمهن اليدوية والتصاميم موادا شيقة لهم حيث إن حب الاستطلاع والمعرفة لديهم يكون في أوجه. [ ص: 75 ]
المرحلة من 12 إلى 15 سنة
مرحلة قبيل المراهقة حيث يقترب نموه الجسمي من النضج وعقله من الثبات والتوازن ويبدأ الاعتماد على النفس والاستقلال الذاتي وحب الظهور ويحاول أن يرسم شخصيته بنفسه ويخط لنفسه توجها محددا كما يجب التعلق بالمستقبل ويبني لنفسه طموحاته المستقبلية وتكون قدراته على استقبال المعرفة في أوجها حيث يميل إلى التعلم الواسع وإجادة المهن المختلفة والتعرف على الاختراعات والعلوم ويحب التجريب للأشياء بنفسه كذلك يقترب من النضج العاطفي فيحب القصص الوجدانية والحماسية والانفعالية وقصص المغامرة العاطفية. وهو يحتاج للموضوعات التي تركز على التفكير الذاتي وإظهار قدرته على الإبداع وموهبته الشخصية التي فيها نوع من التحدي كما تبقى المواد الفكاهية والمسلية ضمن اهتماماته. أما المرحلة التي تليها من 15 إلى 17 سنة فهي مرحلة المراهقة حيث يخرج فيها الطفل من مرحلة الطفولة ولذلك لا تعنينا ببحثنا هـذا. [ ص: 76 ]