2- حضور النساء مجالس المسلمين وتجمعاتهم

إن التكوين النفسي الذي حظيت به المرأة -على ما ذكرنا سابقا- جعل منها طاقة متأججة، مهيأة الذهن والفؤاد لتلقي العلم والمعارف، فصرفت لها قنوات عديدة تسلكها، إذ مكنت من المشاركة في مجالس المسلمين المختلفة وتجمعاتهم، فكانت في العصر النبوي كثيرة الشهود للشعائر الدينية، كحضورها الحرم وصلاة الجماعة والأعياد وأداء الحج، ولم تكن تمنع من هـذا، ( يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد ) ^[1] [ ص: 41 ]

بل كانت المرأة تحضر للصلاة مع صبيها، فإذا بكى كان عليه الصلاة والسـلام يخفف الصـلاة ^[2] ، مراعاة لأمه، وهذا من تمام رعايته صلى الله عليه وسلم بالمرأة.

وكانت هـذه المجالس فرصا للتعليم والاستزادة من التوجيه النبوي، فأصبحت المرأة المسلمة بعد اعتبار التعليم رسالة لها، تنتهز أية فرصة توسع مداركها وتبصرها بأمور دينها، فتكون حاضرة في مجتمعها، مواكبة لشئونه، بل فاعلة فيها.

ومما يدل على تردد المسلمة على بيوت الله، ( ما روته أم هـشام بنت حارثة بن النعمان الأنصارية ^[3] ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخطـب بالقرآن الكريم، قائلة: وما تعلمـت: ق، والقرآن المجيد (ق:1) ، إلا مـن كثرة ما كنت أسمعها منه يخطب بها على المنبر ) ^[4] .

وما غابت المرأة المسلمة عن المساجد ثم عن الحياة إلا في عصور الظـلام والانحطـاط التي مـرت على الأمـة الإسلامـيـة [ ص: 42 ] وما زالت، لما ضرب بنموذجية المجتمع الأول عرض الحائط، وحكمت الأهواء دون الشرع.

وكانت الأعياد ملتقيات عامة للمسلمين والمسلمات لا يتأخر عنها أحد، حتى الصبيان والعواتق وذوات الخدور والحيض يشهدن الخير ودعوة المسلمين ^[5] ، مشاركات في إبراز روح الجماعة وشرف التكتل الإيماني، وقبل هـذا الاستفادة من التوجيه والهدي.

فالإسلام أراد للمرأة أن تكون حية حاضرة مصيبة لخير المسلمين، شاهدة لمواطن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مستزيدة من ثقافتها الشرعية تجعلها سلاحا لها.

أما الحج، فإضافة إلى كونه منسكا دينيا، كان مظهرا من مظاهر الحياة العلمية الإسلامية، إذ كانت المرأة تسأل وتستفسر عما غاب عنها من أمـور ديـنها وكيـفـية أداء منـاسكها على أكمل وجه، كمـا تتـلقى توجيـهات النـبي صلى الله عليه وسلم وهديه وتحفظ عنه السـنن فـي هـذا التجـمع وتؤديـهـا امتثـالا لدعوته عليه الصلاة والسلام : ( ليبلغ الشاهد الغائب ) ^[6] ، فتنال أجر التحمل والأداء، وتفوز بشرف [ ص: 43 ] الحضور والصحبة.

ولم ينحصر حضور المرأة المسلمة في تأديتها للمناسك، بل لم تكن غائبة حتى عن الإنجازات والخطوات الأولى التي شكلت المجتمع المسلم الجديد، ومن ذلك مشاركتها في البيعة التي كانت في الحقيقة حجر الزاوية في هـذا البناء، والتي على أساسها ووفق شروطها أخذت بيعة الرجال، ففي هـذه المرحلة تبلورت معاني المسئولية العامة، وأدمجت مسئولية الدعوة ^[7] فلزم لهذه المهمة أفراد أكثر نضجا وأعمق فهما وأقوم التزاما.. والوجود النسائي، واكب لقاءات البيعة المختلفة، ونسيبة بنت كعب أم عمارة ^[8] ، وأسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي أم المنيع ^[9] ، أسماء لامعة. [ ص: 44 ]

2- حضور النساء مجالس المسلمين وتجمعاتهم

إن التكوين النفسي الذي حظيت به المرأة -على ما ذكرنا سابقًا- جعل منها طاقة متأججة، مهيأة الذهن والفؤاد لتلقي العلم والمعارف، فصرفت لها قنوات عديدة تسلكها، إذ مُكنت من المشاركة في مجالس المسلمين المختلفة وتجمعاتهم، فكانت في العصر النبوي كثيرة الشهود للشعائر الدينية، كحضورها الحرم وصلاة الجماعة والأعياد وأداء الحج، ولم تكن تُمنع من هـذا، ( يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد ) ^[1] [ ص: 41 ]

بل كانت المرأة تحضر للصلاة مع صبيها، فإذا بكى كان عليه الصلاة والسـلام يخفف الصـلاة ^[2] ، مراعاة لأمه، وهذا من تمام رعايته صلى الله عليه وسلم بالمرأة.

وكانت هـذه المجالس فرصًا للتعليم والاستزادة من التوجيه النبوي، فأصبحت المرأة المسلمة بعد اعتبار التعليم رسالة لها، تنتهز أية فرصة توسع مداركها وتبصرها بأمور دينها، فتكون حاضرة في مجتمعها، مواكبة لشئونه، بل فاعلة فيها.

ومما يدل على تردد المسلمة على بيوت الله، ( ما روته أم هـشام بنت حارثة بن النعمان الأنصارية ^[3] ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخطـب بالقرآن الكريم، قائلة: وما تعلمـت: ق، والقرآن المجيد (ق:1) ، إلا مـن كثرة ما كنت أسمعها منه يخطب بها على المنبر ) ^[4] .

وما غابت المرأة المسلمة عن المساجد ثم عن الحياة إلا في عصور الظـلام والانحطـاط التي مـرت على الأمـة الإسلامـيـة [ ص: 42 ] وما زالت، لما ضرب بنموذجية المجتمع الأول عرض الحائط، وحكمت الأهواء دون الشرع.

وكانت الأعياد ملتقيات عامة للمسلمين والمسلمات لا يتأخر عنها أحد، حتى الصبيان والعواتق وذوات الخدور والحيّض يشهدن الخير ودعوة المسلمين ^[5] ، مشاركات في إبراز روح الجماعة وشرف التكتل الإيماني، وقبل هـذا الاستفادة من التوجيه والهدي.

فالإسلام أراد للمرأة أن تكون حية حاضرة مصيبة لخير المسلمين، شاهدة لمواطن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مستزيدة من ثقافتها الشرعية تجعلها سلاحًا لها.

أما الحج، فإضافة إلى كونه منسكًا دينيًّا، كان مظهرًا من مظاهر الحياة العلمية الإسلامية، إذ كانت المرأة تسأل وتستفسر عما غاب عنها من أمـور ديـنها وكيـفـية أداء منـاسكها على أكمل وجه، كمـا تتـلقى توجيـهات النـبي صلى الله عليه وسلم وهديه وتحفظ عنه السـنن فـي هـذا التجـمع وتؤديـهـا امتثـالا لدعوته عليه الصلاة والسلام : ( ليبلغ الشاهد الغائب ) ^[6] ، فتنال أجر التحمل والأداء، وتفوز بشرف [ ص: 43 ] الحضور والصحبة.

ولم ينحصر حضور المرأة المسلمة في تأديتها للمناسك، بل لم تكن غائبة حتى عن الإنجازات والخطوات الأولى التي شكلت المجتمع المسلم الجديد، ومن ذلك مشاركتها في البيعة التي كانت في الحقيقة حجر الزاوية في هـذا البناء، والتي على أساسها ووفق شروطها أخذت بيعة الرجال، ففي هـذه المرحلة تبلورت معاني المسئولية العامة، وأدمجت مسئولية الدعوة ^[7] فلزم لهذه المهمة أفراد أكثر نضجًا وأعمق فهمًا وأقوم التزامًا.. والوجود النسائي، واكب لقاءات البيعة المختلفة، ونسيبة بنت كعب أم عمارة ^[8] ، وأسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي أم المنيع ^[9] ، أسماء لامعة. [ ص: 44 ]