وأختم هذه الصورة بقول الشاعر:
لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال
فإذا كانت الأخلاق تقوم على المنفعة، فإن "الأنا" ستكون كل شيء، [ ص: 145 ] وستصير الحياة أكثر صعوبة ومشقة، ويشتد الصراع ويعظم، فلا يكون للفقير ولا للضعيف مكان.
إن الأديان تعلم الناس الإحسان، كما تعلمهم العطف، حتى على الحيوان، وكلما ضعف الدين قوي الإنسان واستأسد، وحل السلطان محل الله تعالى، وأراد من الناس السمع والطاعة وكفى.
فاللهم سدد خطانا، وألهمنا الصبر والصواب، ومحبة الخلق، وعشق الحق، وكره الظلم والظالمين، والاستبداد والمستبدين، والنفاق والمنافقين، والكذب والكذابين، والزور والمزورين.. اللهم اجعلنا هداة مهتدين، ولا تجعلنا ضالين مضلين، يا رب العالمين..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [ ص: 146 ]