اكتشاف صعوبات التعلم
ليس من الصعب على أولياء الأمور والمدرسة "المعلمين" أن يلاحظوا خللا في سير الطفل في الدراسة، ولكن ليس من السهولة بمكان تحديد ماهية وأبعاد المشكلة. وهنا يأتي دور ما يعرف في التربية الخاصة بالتشخيص، أي محاولة معرفة مصدر وطبيعة وحجم المشكلة التي جعلت الطفل لا يسير في تعلمه كالمتوقع. فالتشخيص إذا عملية دقيقة يقوم بها مختص مدرب يعرف ما يشاهده من مظاهر للمشكلة، وكيف يفسر تلك [ ص: 125 ] المظاهر، ويفرق بين صعوبات التعلم وغيرها من المشكلات الأخرى، التي قد تعيق سير الدراسة لدى التلاميذ، ويعرف متى يحيل الطفل إلى أخصائيين آخرين إذا لزم الأمر. فالأصل في التشخيص المتكامل أنه عمل فريق متنوع التخصصات.
ولا ننسى أن الغرض الأساس من التشخيص هـو وضع برامج تربوية تقوم على أسس علمية صحيحة تستفيد من نقاط القوة لدى الطفل في محاولة تلبية احتياجاته عن طريق توظيف الأساليب والاستراتيجيات التدريسية والتعليمية، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجاته غير الأكاديمية كالنفسية والوجدانية. ويجب أن يشمل التشخيص دراسة دقيقة ومتمعنة لأعمال الطفل المدرسية والأعمال التي يقدمها، وكذلك مقابلة التلميذ بصورة شخصية ومناقشته لمعرفة أنماط الأخطاء وأنواعها وكمياتها وأسبابها.
فعلى الرغم من أن بعض الأخطاء معروفة السبب، لمجرد رؤيته والتأمل فيه، إلا أن التحدث مع الطفل قد يظهر ما يفاجئ المشخص، وهذا يدل على ما يدور في فكر الطفل أثناء الحل مثلا مما يساعد على تخطيط استراتيجيات التدريس.كما أن المقاييس والمعايير المصممة على المنهاج الذي يدرسه التلميذ مفيدة جدا في معرفة طبيعة سير التلميذ على ذلك المنهاج، ومواطن الصعوبات وأنواعها. [ ص: 126 ]