طرق التدريس والتعليم
لقد اتسعت مفاهيم التعليم، وتخطت التدريب على القراءة والكتابة، والحساب، إلى الهدف من التعليم أساسا، وهو تكوين شخصية قادرة على مواجهة الحياة بعد البلوغ، والتفاعل بنجاح مع متطلباتها، التي تكون في الغالب قاسية على من لديه «صعوبات تعلم». كما أن تدريس الطفل القراءة والرياضيات أصبح يهدف إلى كيفية التعليم لإكسابه الاستقلالية في التعلم، وذلك بتدريسه وفقا لاستراتيجيات التعلم العلمية الناجحة سواء منها العام أم الخاص.
وهنا لا بد من الحديث عن أساليب تقديم الخدمات التربوية لهؤلاء الأطفال والبرامج وطرق التدريس الخاصة بهم. ففيما يختص بأساليب الخدمة، هـناك أساليب وأنظمة مختلفة، وأكثرها انتشارا نظام الخدمات المنبثقة عن غرفة المصادر، فنجد في أمريكا مثلا نحو 60 % من الأطفال الذين يواجهون صعوبات التعلم يتلقون تعليمهم في المواد التي تحتاج إلى معلم تربية خاصة في غرفة المصادر، حسب جداول معينة، في حين أن بعض الأطفال المعنيين «20 % تقريبا» يتلقون تعليمهم في الفصول العادية طوال اليوم، ويقوم معلم التربية الخاصة بتقديم المشورة لمعلم الفصل في كيفية التدريس لهؤلاء والتعامل معهم، هـذا بالإضافة إلى أن هـناك [ ص: 127 ] حالات يستدعي تدريسها وضعها في فصل خاص بنسبة 20% حتى تتحسن إلى المستوى الذي يمكنها فيه تلقي الدرس في غرفة المصادر، ثم الفصل العادي وهو الهدف النهائي لهذه الطريقة التدريسية.. وقد أثبتت الأبحاث العلمية جدوى تعليم هـؤلاء الأطفال في الأوضاع الطبيعية، وظهرت فائدة هـذا الأسلوب في الحياة العملية للبالغين وتقديرهم لبعضهم بعضا، رغم الفروق بينهم، فهذه الفروق ليست إلا مظهرا طبيعيا من مظاهر الحياة.
أما برامج التربية الخاصة فهي تقوم أساسا على الخطط التربوية الفردية التي لا يقصد منها تدريس الطفل بمفرده، ولو أن ذلك مطلوب في بعض الأحيان، ولكن يقصد بها أخذ احتياجات كل فرد بعين الاعتبار، ولو درس الأطفال على شـكل مجموعات صغيرة من 3 :5 مثلا، فالخطة الفردية بنيت على نتائج التشخيص، وتسير وفق أهداف دقيقة متناسقة لبلوغ هـدف عام مقتضاه رفع مستوى التعلم لدى الطفل، وللبرنامج خصائص منها:
- أن تكون مصلحة الطفل هـي نقطة الارتكاز التي تدور حولها جميع الإجراءات الأخرى.
- شمولية البرنامج لمهارات متنوعة ومختلفة، يدرسها الطفل ويتدرب عليها ليكتسب الثقة بالنفس والمثابرة، والمبادرة في التعلم، والرغبة في [ ص: 128 ] التحصيل، والقدرة على التعامل مع الآخرين، وكسب الأصدقاء.
- تنوع الأساليب والمواد والاستراتيجيات ليتناسب كل منها مع كل طفل وفي كل ظرف.
- أن يتسم البرنامج بطابع التطبيق في مجالات الحياة اليومية وعدم التركيز على التجريد فقط، أي عندما يدرس الطفل موضوع الجمع مثلا، فعلى البرنامج إيضاح أهمية معرفة تلك المهارة في حياة الطفل اليومية حتى يكون للتعلم معنى وللمثابرة ثمرة.
- أن يكون الطفل شريكا في وضع أهداف البرنامج، مما يجعله أكثر رغبة في المضي في التعلم وأكثر التزما بالأهداف.
أما طرق التدريس فيجب أن تكون مبنية على أسس علمية وموجهة نحو أهداف معينة.