المطلب الأول: مفهوم العدل
يمكن تعريف العدل ببساطة بأنه: عكس الظلم، يقول ابن منظور: إن العدل هـو ما قام في النفوس أنه مستقيم. وكل ما لم يكن مستقيما كان جورا وظلما [1] .
وفكرة العدل، بمعنى المساواة، تستخدم بمعنى مسـاواة هـذا الشيء بذاك، ويمكن التعبير عن هـذا المعـنى بالمصطلحين: الكيفي والكمي.. الأول يشير إلى مبدأ المساواة المجرد، الذي يعني المساواة في الحقوق [2] . أما المصطلح الثاني، فيؤكد مبدأ العدل التوزيعي، ولعل أحسن ما يعبر عنه المصطلحات: نصيب قسط، قسطـاط، ميزان، وتقويم، أي جعل الشيء مستقيما [3] .
وللعدالة باعتبارها فضيلة جانبان: أحدهما فردي والآخر اجتماعي، وإذا نظرت إليها من جانبها الفردي دلت على هـيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال المطابقة للحق، وجوهرها الاعتدال والتوازن والامتناع عن القبيح [ ص: 93 ] والبعد عن الإخلال بالواجب. وإذا نظرت إليها من جانبها الاجتماعي، دلت على احترام حقوق الآخرين، وعلى إعطاء كل ذي حقه [4] .