الفصل الأول
من مقومات الحضارة الإسلامية
إن رسوخ الحضارة الإسلامية وعمق ثبوتها يتمثل في ارتكازها وقيامها على رصيد غير متناه من القيم والمبادئ المثلى، التي جسدها الإنسان الصالح في عمارته للأرض، هـذا الإنسان الذي حقق بهذه القيم صورة مشرقة من الإبداع النافع، الذي ضمن الحياة والبقاء في الأرض، حيث إن القصد من التصور الإسلامي وغايته الكبرى هـي الإنسان، وعمارته الأرض واستخلافه فيها، وعلاقته بالمسخرات الكونية والبشرية.
وقد تمحور التصور حول مرتكز الوحدة الإنسانية، التي استمدت تماسكها من خلال العقيدة الواحدة، عن طريق العلم، الذي هـو سبيل المعرفة الإلهية، منفتحا على حدود العلاقات الإنسانية السامية.
وهكذا، فمن خلال رؤية واضحة وهدف محدد نمت حضارة إنسانية قائمة على التوحيد والبناء. [ ص: 29 ]