- ثانيا: الجهات البانية والمؤسسة لهذه الاستراتيجية:
يمكنا أن نحصر الجهات البانية والمؤسسة لهذه الاستراتيجية في جهتين رئيستين هما:
- المؤسسات والجهات العاملة في مجال الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة.
- المؤسسات الإعلامية (ونقصرها في بحثنا على التلفزيون والقنوات الفضائية تحديدا ).
- المؤسسات والجهات العاملة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة:
وتشمل الجهات الرسمية، من وزارات وهيئات حكومية وأهلية طوعية، وجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم على تنوعها، وأولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة، مع التشديد على أن يكون الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة العنصر الأساس ضمن كل هذه الجهات؛ حضورا وتفكيرا وتخطيطا وتنفيذا؛ لأن الشأن شأنـهم بالدرجة الأولى، وشعارهم: لا بت في شيء يخصنا دوننا.
وقد رسم الدكتور عبد العزيز بن علي المقوشي في دراسته "دور الإعلام في خدمة قضايا الإعاقة"، معالم الدور الإعلامي للجهات الخيرية المرتبطة بالإعاقة: كالآتي:
1- بناء الاستراتيجيات والتخطيط السليم للأداء الإعلامي، سواء ما يرتبط منه بشكل مباشر بالمنشأة بحيث يشكل إعلاما يرسم رسالتها [ ص: 122 ] ويوضحها للآخرين، أو ما يتعلق بما يمكن تقديمه عبر وسائل الإعلام الجماهيرية من مواد إعلامية مختلفة تعرف بتلك الأنشطة وتعمل على تحقيق أهداف الاستراتيجيات المرسومة.
2- تأكيد أهمية إعداد وتنفيذ حملات إعلامية / إعلانية منتظمة تسعى لتأكيد صورة ذوي الاحتياجات الخاصة الإيجابية، وتساهم في دمجه في المجتمع وتمكينه من الحصول على حقوقه الشرعية.
3- دراسة والتعرف على الخرائط البرامجية والأبواب الصحفية التي تزخر بها الوسـائل الإعـلامية من أجـل البحث في مدى إمكانية الاستفادة منها.
4- تأهيل العاملين في قطاعات الإعلام بالجهات المرتبطة بالإعاقة، والعمل على الاختيار السليم للعاملين فيها، ذلك أن المهارة الإعلامية وروح المبادرة وحب طبيعة العمل، الذي تقوم بها تلك الجهات تعد أحد أهم عوامل النجاح للعاملين في القطاع الإعلامي بتلك الجهات.
5- دراسة البرامج والمواد الإعلامية التي يتم إنتاجها من خلال جهات الإعاقة، وبثها في وسائل الإعلام بحيث تكون بمستوى يعبر عن طبيعة عمل تلك الجهات ويساهم في خدمة تلك الفئة.
6- الانفتاح على الوسائل الإعلامية والتفاعل معها وبناء قواعد بيانات جيدة للعاملين في القطاع الإعلامي. [ ص: 123 ]
7- تشكيل لجان إعلامية من الممارسين للعملية الإعلامية تساهم في خدمة قضية الإعاقة وهموم ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تعرفها الكامل عليهم وتفاعلها بعد ذلك معهم.
8- التواصل مع الكتاب وصانعي القرار في المؤسسات الإعلامية لتطوير تفاعلها وتواصلها مع هـذه القضية، وتقديم خدمة أفضل لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة.
9- البعد التام عن الخدمة الإعلامية الدعائية عن الجهات التي تقدم خدماتها لهذه الفئة والعمل على التركيز على الإنجازات ووسائل التوعية والتثقيف وجهود الوقاية من الإعاقة والتفاعل معها.
10- التفاعل مع البرامج والصفحات والأبواب التي تحظى بجماهيرية جيدة لاستثمـار ما يتم طرحه فيها للتعريف وخدمة فئات ذوي الاحتياجات الخاصة.
11- إصدار النشرات والمطبوعات التي تعنى بقضية الإعاقة.
12- الاهتمام ببرامج العلاقات العامة.
13- العمل على ابتكار برامج لتحفيز الداعمين (ماليا/ومعنويا) من خلال النشر الإعلامي وبرامج العلاقات العامة.
14- تنفيذ الأنشطة ذات الطابع الإعلامي والتي يمكن أن تساهم في التعريف بدور تلك الجهات أو إثارة قضايا ترتبط بهذه الفئة [1] . [ ص: 124 ]
ولتنفيذ هذه البنود وتحقيق الاستراتيجية الحاملة لرؤية إعلامية للعمل الخيري في مجال الإعاقة، والمنشودة من قبل المؤسسات والجهات العاملة في مجال الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، ينبغي "الحرص على إقامة علاقات وثيقة مع المؤسسـات والجمعيـات المعنية بما يتيح إمكانية اللقاءات مع ذوى الاحتياجات الخاصة، والاقتراب ما أمكن من حياتهم وأفكارهم ومشاعرهم، لتعزيز الشراكة وإنجاز الأعمال الإعلامية المرتبطة بهم من خلال الواقع والحقائق" [2] .
ونظرا لكون موضوع الإعاقة والأشخاص ذوي الاحتياجـات الخاصة لم ترق إلى مستوى الاهتمام المطلوب من القطاع الإعلامي العربي عموما والفضائيات خصوصا في عالمنا العربي؛ ووجود أولويات إعلامية لدى الهيئات المالكة، والمخطط الإعلامي وشركات الإعلان المنهمكة فيما يدره الإعلان من مكاسب مادية خالصة؛ فإن مقتضيات الاستراتيجية المذكورة من قبل المؤسسات والجهات العاملة في مجال الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة: "تكثيف الحضور المنتظم والدائم، حتى وإن تطلب الأمر اصطناع الأحداث والمناسبات التي قد تثير اهتمام الإعلام؛ المتابعة الإعلامية تتطلب تحركا من جميع الأطراف وخصوصا من المعنيين بالأمر، أي المعاقين وذويهم، [ ص: 125 ] بحيث لا يمكن لنا أن نطـالب الجهـات الأخرى بالاهتمام في حين أن المعني بالأمر لا يقـوم بالجهد المطـلوب لفرض المتابعة الإعلامية؛ يجب على مؤسسات الإعاقة أن تجاري الإعـلام في منطقه عوض أن تتوقف وتنتظر الالتفاتة" [3] .
ومن الطبيعي أن تتفاوت مستويات التجاوب مع فكرة العمل الخيري الإعلامي من المؤسسات والهيئات الإعلامية الفضائية.. ومع الجهود المضنية التي تبذلها الجهات المعنية في مجال الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة وأولياء الأمور في سبيل تنفيذ هذه الاستراتيجية، فمن المتوقع استجابة قنوات فضائية حكومية، والقنوات الجامعة التي يقتضي مفهومها تقديم شبكة من البرامج تلبي حاجيات ورغبات مختلف الفئات الاجتماعية، التي يغطيها مفهوم الجمهور: أطفال، شباب، مراهقون، نساء قابعات في البيت وعاملات، ومن ثـم تقديم برامج تلفزية تعكس المستويات الثقافية المختلفة التي تميز تشكيلة الجمهور [4] ؛ فتنسجم القضايا المتعلقة بالإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة والعمل الخيري المقدم لهم مع طبيعتها وهويتها الإعلامية.. كذلك تستجيب [ ص: 126 ] القنوات ذات البعد والهوية والطبيعة الرسالية الدينية الإسلامية تحديدا، فهذه الخدمة الإعلامية لا تزال غائبة إلى حد كبير عن هذه القنوات الخيرة.
مع هذا يمكن دفع هذه القنوات للتجاوب مع الرسالة الخيرية الإعلامية بما يأتي:
- مخاطبة مالكيها والمسؤولين عن رسم سياستها الإعلامية، بخطاب السياسات الدولية الرامية لتحقيق تنمية مستدامة، ينخرط فيها كل فئات المجتمع، ومن بينهم ذوو الاحتياجات الخاصة.
- السير وفق منطق العصر والتحضر، بما يقتضيه من شمول استهداف الرسالة الإعلامية لكل الأطياف الاجتماعية.
- الاهتمام بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة والانخراط في جهود العمل الخيري لهم، مما يمكن أن يضيف إلى جمهور تلك القنوات جمهورا جديدا، يجلب من بين ما يجلب -مثلا- المعلنين عموما، خاصة المستثمرين منهم في قطاعات خدمات الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة.