الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            العروج الحضاري بين مالك بن نبي وفتح الله جولن

            الأستاذ الدكتور / فؤاد عبد الرحمن البنا

            2- دور القرآن في صياغة شخصيتيهما:

            من يقرأ تأريخ المجددين والمفكرين والفقهاء الكبار في كل عصر ومصر، سيجد أنهم جميعا خرجوا من مشكاة القرآن، بل هؤلاء هم من البينات على عظمة القرآن وقدراته الخارقة في صياغة الشخصيات الإنسانية والاعتلاء بها نحو مدارج الكمال الإنساني الممكن.

            وقد كان المحضن الدافئ لمالك وجولن بعد الأسرة هو الكتاب القرآني، حيث يبدو أن الله هيأ لهما من يلفت أنظارهما إلى أهمية تدبر القرآن بجانب الحفظ الذي طغى في العصور المتأخرة، حيث إن التدبر هو الفريضة. ولإدراكهما لأهمية هذه الفريضة في حياة الفرد والأمة فلم ينيا عن التذكير بهـا، والحث عليها، وتوضيـح السبل الموصلة إليها، مثل استشعار القارئ أن القـرآن أنزل عليه هو، وأنه أنزل في هذا الزمان، وهذا ما اتفقا عليه كما يلاحظ من يقرأ كتبهما.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية