ثالثا: التفريق الواضح بين الدين والتدين:
إنـها سلسلة من حلقات مرتبطة بعضها ببعض، فلعنايتهما بتدبر القرآن، واهتمامهما البالغ بالتفقه في الدين والوعي بالواقع، فقد وصلا إلى امتلاك خارطة الثوابت والمتغيرات، بما فيها من تفريق حاسم بين ما هو دين [ ص: 201 ] رباني ينبغي (الثبات) عليه، وما هو تدين بشري نسبي، ينبغي تطويره دوما لكي يتلاءم مع (متغيرات) الزمان والمكان والناس.
ويتفق الرجـلان في تقـديرهما للتراث والتاريخ الإسلاميين، لكنهما لا يرفعانهما فوق التدين الكسبي البشري، الذي يحمل استعدادات الصواب والخطأ، وإمكانات النفـع والضر، ومن ثم فإن المسـلمين يأخذون منهما ما يحقق مصالحهم في هذا الزمن، ويتركون ما عدا ذلك.
ويدخل في ذلك الفكر والفقه، الفلسفة والتصوف، وسائر الاجتهادات والنتاجات التي تركها المسلمون في كل العصور.