ب- الإسلام في سيام الجنوبية:
ظهر الإسلام في المنطقة الجنوبية لخارطة سيام في منطقة اسمها (فتاني)
[1] ، وينتمي شعب هذه المنطقة إلى قبيلة الملايو؛ ويذكر المؤرخون أن قبيلة الملايو ليست أول قبيلة استوطنت هذه المنطقة، إذ إن هناك قبائل أخرى استقرت قبل دخولها المنطقة، وأن أول من دخل هذه المنطقة هي قبيلة ليار (Liar) ولم تكن لهذه القبيلة حضارة، غير أنها تأثرت بالحضارة الهندية
[2] لقرون عدة قبل الميلاد، وهي تتكون من عنصري: سامانج (Samang)، وساكاي (sakai)، ولمـا دخلت الحضارة الهندية تعايشت معها بعض القبائل الأصلية، علما بأن الهنود هم من أصحاب الحضارات القديمة في العالم، وبهذا أسسوا وحدة سكنية كمدينة لمجموعتهم، وتأثر المواطنون الأصليون بهم ودخلوا معهم ديانتهم (البراهمة)، وتصاهروا معهم، وأصبحت المنطقة معمورة
[3] . ثم قام هؤلاء بالهجرة
[ ص: 73 ] في أواخر القرن السابع الميلادي بسبب الضغوط من الممـالك البوذية في شمال سـومطـرة إلى دولة إسـلامية صغـيرة حـديثة النشأة اسمها (دولة تاج جهان)، التي ظهر اسمها عند الكتاب الصينيين سنة650م
[4] .
وكان التجار العرب المسلمون يسيطرون على تجارة بحر الصين الجنوبي في القرن العاشر الميلادي، وكذلك تجارة المحيط الهندي، وأرخبيل الملايو. فكان أكثر ترددهم في هذا القرن على المراكز التجارية في تايلاند، وازداد تجمعهم فيها، فاستفادت منهم الدعوة الإسلامية في المناطق، التي دخلوها ومكثوا فيها، حيث استجاب لها عـدد غير قليل من الأهالي في المجتمع البوذي التايلاندي، ويرجح هذا الرأي ما أشار إليه بعض الكتاب من أن الدعوة الإسلامية دخلت تايلاند في القرن التاسع الميلادي
[5] .
ومما لاشك فيه أن الدعوة الإسلامية في هذه المنطقة استفادت من وجود التجار المسلمين ومن حركتهم التجارية، وتمكنت من مضاعفة حركتها وسيرها إلى الأمام في الجنوب الغربي لتايلاند.
ولقد شهد أوائل القرن الرابع عشر الميلادي انتشار الدعوة الواسع في فطاني (الجنوب الشرقي لتايلاند) على أيدي المسلمين المهاجرين من أهالي
[ ص: 74 ] سومطرة بسبب الغزوات المتكررة من مملكة (Majapahit)
[6] ؛ فأصبحت فطاني نتيجة ذلك ميناء إسلاميا مشهورا ترسو فيه البواخر التجارية المترددة بين كانتون بالصين والموانئ التجارية على السواحل المواجهة لبحر الصين الجنوبي، إذ كانت تجارة بحر الصين لا تزال في أيدي التجار المسلمين من العرب والفرس، الذين ساهموا مساهمة فعالة في مد حركة الدعوة الإسلامية في الموانئ، التي نزلوا فيها وزاولوا فيها أعمالهم التجارية.
وفي أوائل القرن الرابع عشر الميلادي بدأت الدعوة الإسلامية تقدمها وانتشارها الواسع في ولاية سنجـورا- المتاخمة لفطاني من الجهة الشمالية - والتي كان يجلس على عرشـها ملك مسـلم اسمـه (السلطان سليمان)
[7] ، حيث لم يعرف بالضبط تاريخ إسلامه وكيفية دخوله في الإسلام، بينمـا عرفت مملكته باسم مملكـة (كـوتا مهليكي) (Kota Mahligai)
[8] ، وكان السلطـان سليمـان مـعـاصـرا لـ(راجا أسـكندر شاه) ملك سنغافورة المسلم، الذي عاش ما بين أواخر القرن الثالث عشر الميلادي ومنتصف القرن الرابع عشر الميلادي، وارتبطا برباط المصاهرة الملكية؛ إلا أن هذه المملكة لم تدم طويلا، فقد انهارت على أثر الهجوم العنيف السيامي. وبعد سقوطها قام الملك (سري
[ ص: 75 ] وانغسا البوذي) بنقل عاصمة ملكه إلى فطاني لشهرتها التجارية ولكثرة سكانها، ولكونها صارت في ذلك الوقت ميناء تجاريا كبيرا تقف فيه البواخر التجارية المختلفة.
ب- الإسلام في سيام الجنوبية:
ظهر الإسلام في المنطقة الجنوبية لخارطة سيام في منطقة اسمها (فتاني)
[1] ، وينتمي شعب هذه المنطقة إلى قبيلة الملايو؛ ويذكر المؤرّخون أنّ قبيلة الملايو ليستْ أوّل قبيلة استوطنتْ هذه المنطقة، إذ إنّ هناك قبائل أخرى استقرّتْ قبل دخولها المنطقة، وأنّ أوّل مّنْ دخل هذه المنطقة هي قبيلة ليار (Liar) ولم تكن لهذه القبيلة حضارة، غير أنّها تأثّرتْ بالحضارة الهندية
[2] لقرون عدّة قبل الميلاد، وهي تتكوّن من عنصري: سامانج (Samang)، وساكاي (sakai)، ولمـّا دَخَلَتْ الحضارة الهندية تعايشتْ معها بعض القبائل الأصلية، علمًا بأنّ الهنود هم مِنْ أصحاب الحضارات القديمة في العالم، وبهذا أسّسوا وحدة سكنيّة كمدينة لمجموعتهم، وتأثَّرَ المواطنون الأصليّون بهم ودخلوا معهم ديانتهم (البراهمة)، وتصاهروا معهم، وأصبحتْ المنطقة معمورة
[3] . ثمّ قام هؤلاء بالهجرة
[ ص: 73 ] في أواخر القرن السابع الميلادي بسبب الضغوط من الممـالك البوذية في شمال سـومطـرة إلى دولة إسـلامية صغـيرة حـديثة النشأة اسمها (دولة تاج جهان)، الّتي ظهر اسمها عند الكُتَّاب الصينيين سنة650م
[4] .
وكان التجار العرب المسلمون يسيطرون على تجارة بحر الصين الجنوبي في القرن العاشر الميلادي، وكذلك تجارة المحيط الهندي، وأرخبيل الملايو. فكان أكثر تردّدهم في هذا القرن على المراكز التجارية في تايلاند، وازداد تجمّعهم فيها، فاستفادتْ منهم الدعوة الإسلامية في المناطق، التي دخلوها ومكثوا فيها، حيث استجاب لها عـدد غير قليل من الأهالي في المجتمع البوذي التايلاندي، ويرجِّح هذا الرأي ما أشار إليه بعض الكُتَّاب من أنّ الدّعوة الإسلامية دخلتْ تايلاند في القرن التاسع الميلادي
[5] .
ومما لاشكّ فيه أنّ الدّعوة الإسلامية في هذه المنطقة استفادتْ من وجود التجّار المسلمين ومن حركتهم التجارية، وتمكّنَتْ من مضاعفة حركتها وسيرها إلى الأمام في الجنوب الغربي لتايلاند.
ولقد شهد أوائل القرن الرّابع عشر الميلادي انتشار الدّعوة الواسع في فطاني (الجنوب الشرقي لتايلاند) على أيدي المسلمين المهاجرين من أهالي
[ ص: 74 ] سومطرة بسبب الغزوات المتكرّرة من مملكة (Majapahit)
[6] ؛ فأصبحت فطاني نتيجة ذلك ميناءً إسلاميًا مشهورًا ترسو فيه البواخر التجارية المتردّدة بين كانتون بالصين والموانئ التجارية على السواحل المواجهة لبحر الصّين الجنوبي، إذ كانت تجارة بحر الصّين لا تزال في أيدي التجار المسلمين من العرب والفرس، الذين ساهموا مساهمةً فعَّالة في مدّ حركة الدعوة الإسلامية في الموانئ، الّتي نزلوا فيها وزاولوا فيها أعمالهم التجارية.
وفي أوائل القرن الرّابع عشر الميلادي بدأتْ الدّعوة الإسلاميّة تقدّمها وانتشارها الواسع في ولاية سنجـورا- المتاخمة لفطاني من الجهة الشمالية - والتي كان يجلس على عرشـها ملك مسـلم اسمـه (السلطان سليمان)
[7] ، حيث لم يُعرف بالضّبط تاريخ إسلامه وكيفية دخوله في الإسلام، بينمـا عرفتْ مملكته باسم مملكـة (كـوتا مهليكي) (Kota Mahligai)
[8] ، وكان السّلطـان سليمـان مـعـاصـرًا لـ(راجا أسـكندر شاه) ملك سنغافورة المسلم، الذي عاش ما بين أواخر القرن الثالث عشر الميلادي ومنتصف القرن الرابع عشر الميلادي، وارتبطا برباط المصاهرة الملكية؛ إلاّ أنّ هذه المملكة لم تدُمْ طويلًا، فقد انهارتْ على أثر الهجوم العنيف السيامي. وبعد سقوطها قام الملك (سري
[ ص: 75 ] وانغسا البوذي) بنقل عاصمة ملكه إلى فطاني لشهرتها التجارية ولكثرة سكّانها، ولكونها صارتْ في ذلك الوقت ميناءً تجاريًا كبيرًا تقف فيه البواخر التجارية المختلفة.