- نحن والتكوينات القديمة:
الغرب ينظر لكثير من مكوناتنا الاجتماعية بأنها قديمة ومتخلفة ورجعية، مثل الأسرة والقرية والعشيرة، بل يعتبرها من عوائق (التنمية)، لذا فالمطلوب إزالتها، وليس العناية بها، لكنها عندنا موجودة وفاعلة، والإنسان يتلقى العقيدة والآداب الاجتماعية والقيم الأخلاقية من خلال الأسرة، لذا (فالمشرد) بعيد عن ذلك كله، والقبيلة يجمعها تضامن مطلوب ونافع بشرط أن لا تكون (انصر أخاك ظالما أو مظلوما).
إن الغرب (يختصر) المشكلات المعاصرة ويردها إلى مشكلة واحدة هي (نقص الموارد)، فتكون قضية (اقتصادية)، والاقتصاد صار علما، والعلم علاج كل مشكلة، وكل قضية لا يحلها العلم -في نظر الغرب - فهي مشكلة (زائفة)، وهكذا تذوب السياسة، ويضحى بالأخلاق، وهكذا يتم تحرير القيم الغربية والتي تحمل الكثير من التعارض مع قيمنا الحضارية، وهكذا يجري التحول إلى قيام تقليد (أعمى) للنموذج الغربي، فنفقد ما لدينا من قيم، لنكسب مظهرا (متغربا) بدون مضمون؛ قشرة (حداثة) والباطن مخالف للظاهر.