- واقعنا المر:
واقعنا مر مرارة الحنظل، فشل يتبعه فشل، وهزيمة يعقبها هزيمة، حتى شبعنا هزائم، ووسائل إعلامنا تتحدث عن انتصارات، وإنجازات عظيمة... ورحنا نتلاعب بالمصطلحات فنسمي أكبر هزيمة بـ(النكسة).
إن الكثير من بلادنا (مخترقة)، وكما يقول د. خلدون النقيب: "لقد أسلمنا قيادة عالمنا العربي للغرب، فعلاقة عالمنا بالغرب ليست بريئة، إذ للغرب مصالح في عالمنا أبعد من حاجته (للنفط) تتصل بعلاقات التخلف والتبعية والتنافس الحضاري التاريخي، وخاصة التخوف من (القدرة الكامنة للعرب) [ ص: 176 ] على التحول إلى (قوة إقليمية) تخل بميزان القوى في الحيز (الجيوسياسي) للعالم الإسلامي في آسيا وأفريقيا، وذلك على المدى البعيد". [1]
وأسارع للقول: هذا ليس رفعا للرايات السود أو البيض، وأزيد: إنه واقع بعضـه من صنعـنـا، وجـله مفروض علينا من (المعلم الغربي) فنحن ومنذ قرابة قرنين (نجـري) حـتى حفيت منا (الأقـدام) لكنا كما يبـدو نركض خلف سراب...!!!
إن هذا الحديث سيزعج (الوكلاء)، وأود أن (أهمس) بمثل باكستاني يقـول: المرأة حـين يموت زوجـها تريد أن تعيـش (بشرف) لـكن جيرانـها لا يسمحـون لها بذلك.. ومن لا يصدق هذا فلينظر: ماذا جرى ويجري لأهلنا في العراق وفلسطين والصومال؟
وأتمنى أن اطلع على إجابة وافية شافية: ماذا استفدنا من الغرب، وماذا يمكن أن نستفيد؟ فهل من مجيب؟
- في الختام:
في البحث أحلام وآمال وتطلعات، ونقد، ربما كان قاسيا، ومعلوم أن من يأكل (العصي) ليس كمن يعدها، وقد جمع البحث (نصوصا) تستحق المناقشة والفرز.. والأمل أن نجد الباحث الشجاع، الذي لا يجامل ولا يعاند ولا يتلاعب، فالكلمة (أمانة) والأمانة غالية.
وحسبنا الله ونعم الوكيل. [ ص: 177 ]