- تساؤلات في إطار المعرفة التاريخية:
إن المعرفة متضمنة لجانب غزير من التساؤلات المنهجية والعلمية، وقد يسعى أصحاب فلسفة التاريخ للإجابة عنها، أو قد يثيرونها فحسب، ويتركون أمرها للتداول والحوار والبحث دون إجابات محددة، لكنها تبقى ضمن مجال الوعي بالتاريخ والمعرفة به، وأهمها: كيف ندرك التاريخ، وكيف نفهمه ونقرأه؟ وكيف نعالج الوقائع التاريخية وندرسها؟ وفي إطار كتابات المؤرخين والعناية بالقرآن من الوجهة التاريخية، هل أقام المؤرخون المسلمون أعمالهم وكتاباتهم على الوعي بالقرآن، واقتباس مناهجه، أم أن القرآن في قيمه التاريخية كان دافعا ومحفزا لهؤلاء فحسب دون استمداد حقيقي يستلهم فكر التاريخ من القرآن الكريم؟
هل التصادم بين المناهج الوضعية في التاريخ وفلسفة القرآن التاريخية مفاصلة كاملة بين الرؤيتين، أم أن هناك أماكن لقاء واتفاق؟
ويمكن أن تثار العديد من الأسئلة الأخرى في الأطر الناشئة من وجود عقل يتكيف مع معاني القرآن ومفاهيمه أو حتى قد يناقضها ويناهضها.