2-3: طبيعة وحقيقة الخطاب القرآني:
الخطاب القرآني خطاب إلهي معجز، وهو رسالة إبلاغيه ربانية عالمية لكل البشر، أنزله الله تعالى على نبيه:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1ليكون للعالمين نذيرا (الفرقان:1) ،
[ ص: 68 ] هذه الرسالة الخالدة هي رسالة سرمدية خاتمة للرسالات، وهي صالحة لكل زمان ومكان، قال محمد الغزالي:
خطاب القرآن خطاب عالمي، ورسالته خاتمة، وله بعد في الزمان الماضي والحـاضـر والمسـتقبل، وله بـعد في المكـان بحيـث يشـتمل العـالم كله
[1] .. قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=158قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون (الأعراف:158).
فالرسـالة القرآنية لا تختص بقـوم أو أرض معينة بل هي للناس جميعا، في مشارق الأرض ومغاربها، بما تضمنته من قوانين تناسب تطور البشرية.. ولعل مجيء القرآن بصيغة العموم والشمول دليل آخر على امتداد الرسالة وسعتها وعدم محدوديتها وعالميتها.
إن من أكبر خصـائص القـرآن ومزاياه، التي هي دون معجـزاته وآياته، هي أنه علم قطعي يقيني جـازم، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2ذلك الكتاب لا ريب فيه (البقرة:2) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=37وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين (يونس:37) ، ...
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=41وإنه لكتاب عزيز nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=42لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (فصلت:41-42).
[ ص: 69 ] إن هـذه الخصيـصـة ينـفرد بها القـرآن، عن سـائر كـلام النـاس، ذلك أن مصدر هذا القرآن هو علم الله، الذي يعلم الغيب والشهود، ومصدر نزول القرآن هو الوحي الإلهي، وهو مصدر بريء من كل نقص أو خلل، أو شك أو ظن أو تخمين، أو تعارض واختلاف، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=82أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (النساء:82) ، ولا يعتريه الخطأ، ولا يعترضه النسيان، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى (طه:52).
القرآن كذلك، واضـح كل الوضـوح، محـكم كل الإحكام، وهو مبين في كليات الدين وأصوله وأسسه ومبادئه وفي جميع الأمور التي تمس حاجة الإنسـان في فلاح دنياه وسعادته فيها وفي نجاته وسـعادته الآخـروية، قـال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=114أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا (الأنعام:114).
والقرآن فارق بين الحق والباطل، والخير والشر، والنور والضلال، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا (الفرقان:1).
والقرآن مصدر للكتب السماوية السابقة، ومهيمن عليها، فالكتب السابقة كانت مؤقتة بزمن محدود، وبقيت إلى زمن محدود، والقرآن هو كتاب
[ ص: 70 ] الله الأخير والصحيفة الأبدية، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه (المائدة:48)
[2] .
ومن خصائص القرآن كذلك، أن في اتباع هداه أمنا وسكينة وبعدا عن الفزع والخوف، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=38فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (البقرة:38).
والقـرآن كتاب مصـون بحفظ الله، قائـم متشـح بالحق، قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=105وبالحق أنزلناه وبالحق نزل (الإسراء:105) ، وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (الحجر:9)
[3] .
ومن خصائص أسلوب القرآن في خطابه، تصويره للمعنى، فالقرآن يظهر معانيه بكلمات تكاد تجعلها بصورة المحسوس المدرك، فلا تكلف الذهن مشقة تركيبها أو تثقله بمهمة تجميعها، وأساليب القرآن متنوعة متعددة، تميز نظمه ووقعه، وتظهر جودة سبكه وإحكام سرده واتحاد معناه، وجمعه بين الإجمال والبيان وإيجاز لفظه مع الوفاء بالمعنى
[4] .
[ ص: 71 ]
2-3: طبيعة وحقيقة الخطاب القرآني:
الخطاب القرآني خطاب إلهي مُعجز، وهو رسالة إبلاغيه ربانية عالمية لكل البشر، أنزله الله تعالى على نبيه:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (الفرقان:1) ،
[ ص: 68 ] هذه الرسالة الخالدة هي رسالة سُرمدية خاتمة للرسالات، وهي صالحة لكل زمان ومكان، قال محمد الغزالي:
خطاب القرآن خطاب عالمي، ورسالته خاتمة، وله بُعد في الزمان الماضي والحـاضـر والمسـتقبل، وله بُـعد في المكـان بحيـث يشـتمل العـالم كله
[1] .. قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=158قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف:158).
فالرسـالة القرآنية لا تختص بقـوم أو أرض معينة بل هي للناس جميعاً، في مشارق الأرض ومغاربها، بما تضمنته من قوانين تناسب تطور البشرية.. ولعل مجيء القرآن بصيغة العموم والشمول دليل آخر على امتداد الرسالة وسعتها وعدم محدوديتها وعالميتها.
إن من أكبر خصـائص القـرآن ومزاياه، التي هي دون معجـزاته وآياته، هي أنه علم قطعي يقيني جـازم، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ (البقرة:2) ،
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=37وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (يونس:37) ، ...
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=41وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=42لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (فصلت:41-42).
[ ص: 69 ] إن هـذه الخصيـصـة ينـفرد بها القـرآن، عن سـائر كـلام النـاس، ذلك أن مصدر هذا القرآن هو علم الله، الذي يعلم الغيب والشهود، ومصدر نزول القرآن هو الوحي الإلهي، وهو مصدر بريء من كل نقص أو خلل، أو شك أو ظن أو تخمين، أو تعارض واختلاف، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=82أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (النساء:82) ، ولا يعتريه الخطأ، ولا يعترضه النسيان، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى (طه:52).
القرآن كذلك، واضـح كل الوضـوح، مُحـكم كل الإحكام، وهو مبين في كليات الدين وأصوله وأسسه ومبادئه وفي جميع الأمور التي تمس حاجة الإنسـان في فلاح دنياه وسعادته فيها وفي نجاته وسـعادته الآخـروية، قـال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=114أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا (الأنعام:114).
والقرآن فارق بين الحق والباطل، والخير والشر، والنور والضلال، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (الفرقان:1).
والقرآن مصدر للكتب السماوية السابقة، ومهيمن عليها، فالكتب السابقة كانت مؤقتة بزمن محدود، وبقيت إلى زمن محدود، والقرآن هو كتاب
[ ص: 70 ] الله الأخير والصحيفة الأبدية، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابَ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (المائدة:48)
[2] .
ومن خصائص القرآن كذلك، أن في اتباع هداه أمنا وسكينة وبعدا عن الفزع والخوف، قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=38فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة:38).
والقـرآن كتاب مصـون بحفظ الله، قائـم متشـح بالحق، قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=105وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (الإسراء:105) ، وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر:9)
[3] .
ومن خصائص أسلوب القرآن في خطابه، تصويره للمعنى، فالقرآن يظهر معانيه بكلمات تكاد تجعلها بصورة المحسوس المُدرك، فلا تكلف الذهن مشقة تركيبها أو تثقله بمهمة تجميعها، وأساليب القرآن متنوعة متعددة، تميز نظمه ووقعه، وتُظهر جودة سبكه وإحكام سرده واتحاد معناه، وجمعه بين الإجمال والبيان وإيجاز لفظه مع الوفاء بالمعنى
[4] .
[ ص: 71 ]