366 - مسألة : ومن لم تجزه الصلاة إلا بالبسملة ، وهم : كان يقرأ برواية من عد من القراء بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن ، عاصم بن أبي النجود وحمزة ، ، والكسائي ، وغيرهم من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم . ومن وعبد الله بن كثير : فهو مخير بين أن يبسمل ، وبين أن لا يبسمل . وهم : كان يقرأ برواية من لا يعدها آية من أم القرآن ابن عامر ، وأبو عمرو ويعقوب ، وفي بعض الروايات عن . وقال نافع : لا يبسمل المصلي إلا في صلاة التراويح في أول ليلة من الشهر . وقال مالك : لا تجزئ صلاة إلا ببسم الله الرحمن الرحيم . قال الشافعي : وأكثروا من الاحتجاج بما لا حجة لأي من الطائفتين فيه . مثل الرواية عن علي { أنس ، وأبو بكر ، وعمر ، يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين ، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم لا قبلها ولا بعدها وعثمان } . وعن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذا . قال أبي هريرة : وهذا كله لا حجة فيه لأنه ليس في شيء من هذه الأخبار نهي من رسول [ ص: 284 ] الله صلى الله عليه وسلم عن قراءة " بسم الله الرحمن الرحيم " وإنما فيها : أنه عليه السلام كان لا يقرؤها وقد عارضت هذه الأخبار أخبار أخر منها - : ما روينا من طريق علي : حدثنا أحمد بن حنبل ثنا وكيع عن شعبة عن قتادة قال { أنس وأبي بكر وعمر فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم وعثمان } . ورويناه أيضا " فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم " فهذا يوجب أنهم كانوا يقرءونها ويسرون بها ، وهذا أيضا الإيجاب فيه لقراءتها ، وكذلك سائر الأخبار . قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم : والحق من هذا أن النص قد صح بوجوب قراءة أم القرآن فرضا ، ولا يختلف اثنان من أهل الإسلام في أن هذه القراءات حق كلها مقطوع به ، مبلغة كلها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علي جبريل عليه السلام عن الله عز وجل بنقل الملوان فقد وجب إذ كلها حق أن يفعل الإنسان في قراءته أي ذلك شاء ; وصارت " بسم الله الرحمن الرحيم " في قراءة صحيحة آية من أم القرآن ، وفي قراءة صحيحة ليست آية من أم القرآن - : مثل لفظة " هو " في قوله تعالى في سورة الحديد : { هو الغني الحميد } . وكلفظة " من " في قوله تعالى : { من تحتها الأنهار } في سورة ( براءة ) على رأس المائة آية - هما من السورتين في قراءة من قرأ بهما ، وليستا من السورتين في قراءة من لم يقرأ بهما . ومثل هذا في القرآن وارد في ثمانية مواضع ، ذكرناها في كتاب القراءات وآيات كثيرة ، وسائر ذلك من الحروف يطول ذكرها . كزيادة ميم " منها " في سورة الكهف . وفي { حم عسق } : { فبما كسبت } . وهاءات في مواضع كثيرة في { يس } : { وما علمناه } . [ ص: 285 ] وفي الزخرف { تشتهيه الأنفس } و { لم يتسنه } وغير ذلك . والقرآن أنزل على سبعة أحرف ، كلها حق ، وهذا كله حق ، وهذا كله من تلك الأحرف بصحة الإجماع المتيقن على ذلك - وبالله تعالى التوفيق .