[ ص: 101 ] كتاب السير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في الدعوة قبل القتال
1548 حدثنا حدثنا قتيبة عن أبو عوانة عن عطاء بن السائب أبي البختري حاصروا قصرا من قصور فارس فقالوا يا سلمان الفارسي أبا عبد الله ألا ننهد إليهم قال دعوني أدعهم كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم فأتاهم سلمان فقال لهم العرب يطيعونني فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا وعليكم مثل الذي علينا وإن أبيتم إلا دينكم تركناكم عليه وأعطونا الجزية عن يد وأنتم صاغرون قال ورطن إليهم بالفارسية وأنتم غير محمودين وإن أبيتم نابذناكم على سواء قالوا ما نحن بالذي نعطي الجزية ولكنا نقاتلكم فقالوا يا إنما أنا رجل منكم فارسي ترون أبا عبد الله ألا ننهد إليهم قال لا فدعاهم ثلاثة أيام إلى مثل هذا ثم قال انهدوا إليهم قال فنهدنا إليهم ففتحنا ذلك القصر قال وفي الباب عن بريدة والنعمان بن مقرن وابن عمر وابن عباس [ ص: 102 ] وحديث أن جيشا من جيوش المسلمين كان أميرهم سلمان حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن السائب وسمعت يقول محمدا أبو البختري لم يدرك سلمان لأنه لم يدرك عليا وسلمان مات قبل علي وقد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم إلى هذا ورأوا أن يدعوا قبل القتال وهو قول قال إن تقدم إليهم في الدعوة فحسن يكون ذلك أهيب وقال بعض أهل العلم لا دعوة اليوم وقال إسحق بن إبراهيم لا أعرف اليوم أحدا يدعى وقال أحمد لا يقاتل العدو حتى يدعوا إلا أن يعجلوا عن ذلك فإن لم يفعل فقد بلغتهم الدعوة
الشافعي