( ويقدم الأفقه ، والأقرأ ) أي كل منهما وكذا الأورع ( على الأسن ، والنسيب ) فعلى أحدهما أولى ؛ لأن فضيلة كل من الأولين لها تعلق تام بصحة الصلاة أو كما لها بخلاف الأخيرين ( والجديد تقديم الأسن ) في الإسلام ( على النسيب ) ؛ لأن فضيلة الأول في ذاته ، والثاني في آبائه إذ هو المنسوب لمن يعتبر في الكفاءة كالعرب بتفصيلهم وكالعلماء أو الصلحاء ولا عبرة بسن في غير الإسلام فيقدم شاب أسلم أمس على شيخ أسلم اليوم نعم بحث المحب الطبري أنهما لو أسلما معا واستويا في الصفات قدم الأسن لعموم خبر مسلم بتقديم الأسن ومن أسلم بنفسه أولى ممن أسلم بالتبعية ؛ لأن فضيلته في ذاته نعم إن كان بلوغ التابع قبل إسلام المستقل قدم التابع ؛ لأنه أقدم إسلاما حينئذ ، وخبر { وليؤمكم أكبركم } كان لجمع متقاربين في الفقه كما في مسلم وفي رواية في العلم وتعتبر الهجرة أيضا فيقدم أفقه فأقرأ فأورع فأقدم هجرة بالنسبة لآبائه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالنسبة لنفسه إلى دار الإسلام فأسن فأنسب فعلم أن المنتسب للأقدم هجرة مقدم على المنتسب لقريش مثلا ، وإن ذكر النسب لا يغني عن ذكر الأقدم هجرة .


