( ويخطب ك ) خطبة ( العيد ) في الأركان والسنن دون الشروط ، فإنها سنة كما مر في الكسوف ، والعيد ( لكن ) يجوز الاقتصار هنا على خطبة واحدة بناء على ما مر في الكسوف و ( يستغفر الله تعالى بدل التكبير ) أولهما فيقول أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه تسعا في الأولى وسبعا في الثانية ؛ لأنه الأليق لوعد الله تعالى بإرسال المطر بعده في آية { استغفروا ربكم } ومن ثم سن إكثار قراءتها إلى قوله { أنهارا } وإكثار الاستغفار وختم كلامه به وقيل يكبر كالعيد وانتصر له بأنه قضية الخبر وكلام الأكثرين ( ويدعو في الخطبة الأولى ) جهرا بأدعيته صلى الله عليه وسلم الواردة عنه وهي كثيرة ومنها ( { اللهم اسقنا غيثا } ) أي مطرا ( { مغيثا } ) بضم أوله أي منقذا من الشدة ( { هنيئا } ) بالمد ، والهمز أي لا ينغصه شيء أو ينمي الحيوان من غير ضرر ( { مريئا } ) بفتح أوله وبالمد ، والهمز أي محمود العاقبة فالهنيء النافع ظاهرا
والمريء النافع باطنا ( { مريعا } ) بضم أوله وبالتحتية أي آتيا بالريع وهو الزيادة من المراعة وهي الخصب بكسر أوله ويجوز هنا فتح الميم أي ذا ريع أي نماء أو الموحدة من أربع البعير أكل الربيع أو الفوقية من رتعت الماشية أكلت ما شاءت ، والمقصود واحد ( { غدقا } ) أي كثير الماء ، والخير أو قطره كبار ( { مجللا } ) بكسر اللام أي ساترا للأفق لعمومه أو للأرض بالنبات كجل الفرس ( { سحا } ) بفتح فشدة للمهملتين أي شديدا الوقع بالأرض من ساح جرى ( { طبقا } ) بفتح أوليه أي يطبق الأرض حتى يعمها ( { دائما } ) إلى انتهاء الحاجة إليه ( { اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين } ) أي الآيسين من رحمتك { اللهم إن بالعباد ، والبلاد والخلق من اللأواء } [ ص: 78 ] أي بالمد ، والهمز شدة المجاعة ، والجهد أي بفتح أوله وقيل ضمه قلة الخير ، { والضنك } أي الضيق { ما لا نشكو } أي بالنون { إلا إليك اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء } أي المطر { وأنبت لنا من بركات الأرض } أي المرعى { اللهم ارفع عنا الجهد ، والجوع ، والعري واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك } ( { اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا } ) أي لم تزل تغفر ما يقع من هفوات عبادك ( { فأرسل السماء } ) أي السحاب أو المطر ( { علينا مدرارا } ) أي كثيرا ( ويستقبل القبلة بعد صدر الخطبة الثانية ) أي نحو ثلثها إلى فراغ الدعاء ثم يستقبل الناس ويكمل الخطبة بالحث على الطاعة وبالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبالدعاء للمؤمنين ، والمؤمنات ويقرأ آية أو آيتين ثم يقول أستغفر الله لي ولكم ( ويبالغ في الدعاء ) حينئذ ( سرا ) ويسرون حينئذ ( وجهرا ) ويؤمنون حينئذ قال تعالى { ادعوا ربكم تضرعا وخفية } ويجعلون ظهور أكفهم إلى السماء كما ثبت في مسلم وكذا يسن ذلك لكل من دعا لرفع بلاء ولو في المستقبل ليناسب المقصود وهو الرفع بخلاف قاصد تحصيل شيء ، فإنه يجعل بطن كفه إلى السماء [ ص: 79 ] ؛ لأنه المناسب لحال الأخذ
وينبغي أن يكون من دعائهم حينئذ كما في أصله اللهم أنت أمرتنا بدعائك ووعدتنا إجابتك وقد دعوناك كما أمرتنا فأجبنا كما وعدتنا اللهم فامنن علينا بمغفرة ما قارفناه وإجابتك في سقيانا وسعة في رزقنا ( ويحول رداءه عند استقباله ) القبلة ( فيجعل يمينه يساره وعكسه ) للاتباع وحكمته التفاؤل بتغير الحال إلى الرخاء كما ورد ويكره تركه ( وينكسه ) إن كان غير مدور ومثلث وطويل ( على الجديد فيجعل أعلاه أسفله وعكسه ) لما صح أنه صلى الله عليه وسلم هم بذلك فمنعه ثقل خميصته ويحصل التحويل والتنكيس معا بأن يجعل الطرف الأسفل الذي على شقه الأيمن على عاتقه الأيسر ، والطرف الأسفل الذي على شقه الأيسر على عاتقه الأيمن أما المدور والمثلث فليس فيه إلا التحويل وكذا الطويل أي البالغ في الطول لتعسر التنكيس فيه وفي كتابي در الغمامة تفصيل في تحويل الطيلسان فراجعه ( ويحول ) مع التنكيس كما أفاده قوله مثله فساوى قول أصله ويجعل خلافا لمن اعترضه على أنه في بعض النسخ عبر بعبارة أصله ( الناس ) أي الذكور وهم جلوس ( مثله ) للاتباع أيضا
( قلت ويترك ) الرداء ( محولا ) منكسا ( حتى ينزع الثياب ) بنحو البيت ؛ لأنه لم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم غير رداءه قبل ذلك ويترك وينزع مبنيان للمفعول ليعم ذلك الإمام وغيره .


