الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              وعلى ( الكافر ) بسائر أنواعه لحرمة الدعاء له بالمغفرة قال تعالى { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا } الآية ومنهم أطفال الكفار فتحرم الصلاة عليهم وإن كانوا من أهل الجنة سواء أوصفوا الإسلام أم لا لأنهم مع ذلك يعاملون في أحكام الدنيا من الإرث وغيره معاملة الكفار والصلاة من أحكام الدنيا خلافا لمن وهم فيه ويظهر حل الدعاء لهم بالمغفرة لأنه من أحكام الآخرة بخلاف صورة الصلاة .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله : بسائر أنواعه ) إلى قوله ومنهم في النهاية والمغني ( قوله : لحرمة الدعاء إلخ ) أي لقوله تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به } نهاية ومغني ( قوله : قال الله تعالى إلخ ) هذا دليل ثان فكان الأولى العطف كما في النهاية والمغني ( قوله : فتحرم الصلاة إلخ ) اعتمده ع ش وشيخنا وغيرهما ( قوله : مع ذلك ) أي كونهم من أهل الجنة ( قوله : ويظهر إلخ ) أقره ع ش ( قوله : بالمغفرة ) قد يناقش فيه بأنها لا تكون إلا عن معصية أو مخالفة وهو لا يعاقب ولا يعاتب بالإجماع فلو قال برفع الدرجات لسلم من ذلك والأمر سهل إذ ما ذكر مناقشة في المثال لا في الحكم بصري وتقدم عن ع ش وشيخنا الجواب بأن المغفرة لا تقتضي سبق الذنب ( قوله : بخلاف صورة الصلاة ) التفرقة بين الدعاء لهم والصلاة عليهم محل تأمل فإن صورة كل منهما صادرة من فاعله في الدنيا والغرض منه طلب أمر لهم في الدار الآخرة بصري وقد يفرق بجواز أصل الدعاء لمطلق الكافر بخلاف الصلاة .




                                                                                                                              الخدمات العلمية