ذكر جهنم
قال عبد الله بن سلام : النار في الأرض .
وما يدل على أن النار في الأرض ما أخبرناه هبة الله بن محمد ، بسنده عن أبي هريرة ، قال: . انفرد بإخراجه مسلم . كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما فسمعنا وجبة ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون ما هذا؟" ، قلنا: الله ورسوله أعلم ، قال: "هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفا ، فالآن انتهى إلى قعرها"
فإن [قيل] : كيف تكون ، وقد رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج؟ جهنم في الأرض
فجوابه من وجهين ، أحدهما: أنه رآها في الأرض في طريقه إلى بيت المقدس . وقد روينا عن عبادة بن الصامت أنه رئي على سور بيت المقدس الشرقي يبكي ، فقيل له في ذلك ، فقال: هاهنا أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه رأى جهنم .
والثاني: أنه لا يمتنع في القدرة أن يرى جهنم في الأرض وهو في السماء وقد بكى له بيت المقدس وهو بمكة فوصفه للقوم .
فعن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قال: أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة" . "
وعن ابن عباس ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن هو طعامه وليس له طعام غيره" .
وعن ابن جريج في قوله تعالى: لها سبعة أبواب . أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم السقر ، ثم الجحيم ، وفيها أبو جهل ، ثم الهاوية
وعن ابن عباس : أتدري ما ؟ قلت: لا ، قال: إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا يجري فيها أودية القيح والدم ، قلت له: أنهار ، قال: لا بل أودية . سعة جهنم
قال كعب : الفلق بيت في النار إذا فتح صاح منه جميع أهل النار .
وقال أبو المثنى الأملوكي : إن يدور بهم ملك النواعير ، ما لهم فيها راحة ولا فترة . في النار أقواما يربطون بنواعير من نار