واختلفت العلماء في الأسماء ، فقال الضحاك عن ابن عباس : علمه الأسماء كلها التي تتعارف بها الناس : إنسان ، ودابة ، وأرض ، وسهل ، وجبل ، وفرس ، وحمار ، وأشباه ذلك ، حتى الفسوة ، والفسية . وقال مجاهد وسعيد بن جبير مثله . الأسماء التي علمها الله آدم
وقال ابن زيد : علم أسماء ذريته .
وقال الربيع : علم أسماء الملائكة خاصة . فلما علمها عرض الله أهل الأسماء على الملائكة فقال : أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين إني إن جعلت الخليفة منكم أطعتموني ، وقدستموني ، ولم تعصوني ، وإن جعلته من غيركم أفسد فيها ، وسفك الدماء ، فإنكم إن لم تعلموا أسماء هؤلاء وأنتم تشاهدونهم فبأن لا تعلموا ما يكون منكم ومن غيركم وهو مغيب عنكم أولى وأحرى . وهذا قول ابن مسعود ، ورواية أبي صالح ، عن ابن عباس .
وروي عن الحسن ، وقتادة أنهما قالا : لما علم الله الملائكة بخلق آدم ، واستخلافه و قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء و قال إني أعلم ما لا تعلمون قالوا فيما بينهم : ليخلق ربنا ما يشاء فلن يخلق خلقا إلا كنا أكرم على الله منه ، وأعلم منه . فلما خلقه وأمرهم بالسجود له علموا أنه خير منهم ، وأكرم على الله منهم ، فقالوا : إن يك خيرا منا وأكرم على الله منا فنحن أعلم منه . فلما أعجبوا بعلمهم ابتلوا بأن علمه الأسماء كلها ، ثم عرضهم على الملائكة فقال : أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين إني لا أخلق أكرم منكم ولا أعلم منكم ففزعوا إلى التوبة ، وإليها يفزع كل مؤمن قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم . قالا : وعلمه اسم كل شيء من هذه : الخيل ، والبغال ، والإبل ، والجن ، والوحش ، وكل شيء .