إخراج ذرية آدم من ظهره وأخذ الميثاق
عن ابن عباس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فنثرهم بين يديه كالذر ، ثم كلمهم قبلا ، قال: "أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان - يعني عرفة - فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين .
وعن أبي بن كعب وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ، قال: جمعهم فجعلهم أزواجا ثم صورهم واستنطقهم فتكلموا ثم أخذ عليهم العهد والميثاق وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قال: فإني أشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا ، اعلموا أنه لا إله غيري ، ولا تشركوا بي شيئا ، سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي ، وأنزل عليكم كتبي ، قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ، فرفع عليهم آدم ينظر إليهم فرأى الغني والفقير والحسن الصورة ودون ذلك ، فقال: يا رب ألا سويت بين عبادك ، فقال: إني أحببت أن أشكر ، ورأى [ آدم ] الأنبياء فيهم مثل السرج عليهم النور ، خصوا بميثاق أخرى في الرسالة والنبوة ، وهو قوله تعالى: وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم . . . إلى قوله . . . وعيسى ابن مريم وكان في تلك الأرواح . في قول الله عز وجل:
أخبرنا ابن الحصين ، وعن عمر بن الخطاب ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أنه قال:
"إن الله -عز وجل- خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ، ثم مسح على ظهره فاستخرج [منه] ذرية ، فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار [يعملون] " . فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال: "إن الله -عز وجل- إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة فيدخل به الجنة ، فإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من عمل أهل النار فيدخله به النار" .
وعن [ابن] عباس ، قال:
"إن ، إن الله تعالى لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ما هو ذار إلى يوم القيامة ، فجعل يعرض عليه ذريته ، فرأى فيهم رجلا يزهر ، فقال: أي رب من هذا؟ قال: ابنك داود ، قال: أي رب كم عمره؟ قال: ستون عاما ، قال: أي رب زد في عمره ، قال: لا إلا أن أزيده من عمرك - وكان عمر آدم ألف عام - فزاده [من عمره] أربعين عاما فكتب الله عليه بذلك كتابا ، وأشهد عليه الملائكة ، فلما احتضر آدم وأتته الملائكة لتقبضه ، قال: إنه قد بقي من عمري أربعون عاما ، فقيل: إنك وهبتها لابنك داود ، قال: ما فعلت ، فأبرز الله عليه الكتاب ، وأشهد عليه الملائكة" أول من جحد آدم عليه السلام . لما نزلت آية الدين ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
وقد رواه الحسن بن الأشيب ، عن حماد فزاد فيه: . وهذه الأحاديث كلها دالة على " . . . ثم أكمل الله لآدم ألف سنة ، وأكمل لداود مائة سنة" ، وقسمتهم قسمين ; أهل اليمين ، وأهل الشمال . وقال : هؤلاء للجنة ولا أبالي ، وهؤلاء للنار ولا أبالي . فأما الإشهاد عليهم ، واستنطاقهم بالإقرار بالوحدانية فلم يجئ في الأحاديث الثابتة ، وتفسير الآية التي في سورة الأعراف ، وحملها على هذا فيه نظر واستأنس القائلون بهذا القول ; وهو استخراجه تعالى ذرية آدم من ظهره كالذر وهم الجمهور بما قال الإمام أحمد بسنده عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أخذ الميثاق على الذرية . أخرجاه من حديث شعبة به . يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة : لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا به . قال : فيقول : نعم . فيقول : قد أردت منك ما هو أهون من ذلك ، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي