احتيال إبليس على آدم وحواء في تسمية عبد الحارث
عن سعيد بن جبير ، ومجاهد وعكرمة ، عن ابن عباس : أن حواء لما حملت جاءها إبليس فقال: إني أخرجتكما من الجنة لئن لم تطيعيني لأجعلن لولدك قرنين يشقان بطنك أو لأخرجته ميتا ، فقضى الله أن خرج ميتا ، فلما حملت بالثاني جاءها فقال لها مثل مقالته الأولى فقضى الله أن الولد خرج ميتا ، فلما حملت الثالث جاءها فقال لها مثل مقالته ، فقالت: وما الذي تريد أن نطيعك فيه ، قال: سمياه عبد الحارث ، ففعلت فقال الله: جعلا له شركاء فيما آتاهما .
وعن عبد الملك ، قال: قيل لسعيد بن جبير : يا أبا عبد الله أشرك آدم ؟ قال: معاذ الله أن تقول أشرك آدم ، إن حواء لما حملت وأثقلت أتاها إبليس فقال لها: أرأيت هذا الذي في بطنك من أين يخرج؟ أمن فيك ، أم من منخرك ، أم من أذنيك؟ أرأيت إن خرج سويا صحيحا لم يضرك ، أتطيعيني في اسمه؟ قالت: نعم فلما ولدت ، قال: سمياه عبد الحارث . فسمياه عبد الحارث .
وعن سمرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قال: . وعن ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والسدي ، وغيرهم قالوا : كانت حواء تلد لآدم فتعبدهم ، أي تسميهم عبد الله ، وعبد الرحمن ، ونحو ذلك ، فيصيبهم الموت ، فأتاها إبليس فقال : لو سميتهما بغير هذه الأسماء لعاش ولدكما . فولدت ولدا فسمته عبد الحارث ، وهو اسم إبليس ، فنزلت : "لما حملت حواء وطاف بها إبليس فكان لا يعيش لها ولد ، فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش ، فسمته عبد الحارث فعاش" هو الذي خلقكم من نفس واحدة الآيات . وقد روي هذا المعنى مرفوعا .
قلت : إنما كان الله تعالى يميت أولادهم أولا ، وأحيا هذا المسمى بعبد الحارث امتحانا واختبارا ، وإن كان الله تعالى يعلم الأشياء بغير امتحان ، لكن علما لا يتعلق به الثواب والعقاب .