الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            عادا وهم عاد الأولى كانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان ، وكان أصنامهم ثلاثة ، صد ، وصمود ، وهرا . وقيل يقال لأحدها ضرا ، وللآخر ضمور ، وللثالث الهبا ، وذلك بين في قوله لهم : واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة [ الأعراف : 69 ] . أي ; جعلهم أشد أهل زمانهم في الخلقة والشدة والبطش . وقال في المؤمنون : ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين [ المؤمنون : 31 ] . وهم قوم هود على الصحيح . وزعم آخرون : أنهم ثمود . لقوله : فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء [ المؤمنون : 41 ] . قالوا : وقوم صالح هم الذين أهلكوا بالصيحة وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية [ الحاقة : 6 ] . وهذا الذي قالوه لا يمنع من اجتماع الصيحة والريح العاتية عليهم ، كما سيأتي في قصة أهل مدين أصحاب الأيكة ، فإنه اجتمع عليهم أنواع من العقوبات ، ثم لا خلاف أن عادا قبل ثمود .

            والمقصود أن عادا كانوا عربا جفاة كافرين ، عتاة متمردين في عبادة الأصنام.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية