الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            وشعيب نبيهم هو ابن ميكيل بن يشجن ذكره ابن إسحاق قال : ويقال له بالسريانية : بثرون . وفي هذا نظر ويقال : شعيب بن يشجن بن لاوي بن يعقوب ، ويقال : شعيب بن ثويب بن عبقا بن مدين بن إبراهيم . ويقال : شعيب بن صيفور بن عبقا بن ثابت بن مدين بن إبراهيم . وقرأته بخط أبي الحسين بن المنادي على خلاف هذا النسب وهذا الاسم ، قال: هو شعيب بن نوبب -بباءين مع سكون الواو- بن رعيل بن عيفا بن مدين بن إبراهيم . وقيل : غير ذلك في نسبه . قال ابن عساكر : ويقال : جدته ويقال : أمه بنت لوط وكان ممن آمن بإبراهيم وهاجر معه ودخل معه دمشق . وعن وهب بن منبه أنه قال : شعيب وبلعم ممن آمن بإبراهيم يوم أحرق بالنار ، وهاجرا معه إلى الشام فزوجهما بنتي لوط عليه السلام . ذكره ابن قتيبة ، وفي هذا كله نظر أيضا ، والله أعلم .

            وذكر أبو عمر بن عبد البر في " الاستيعاب " في ترجمة سلمة بن سعيد العنزي : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ، وانتسب إلى عنزة فقال : نعم الحي عنزة مبغي عليهم ، منصورون ، قوم شعيب وأختان موسى . فلو صح هذا لدل على أن شعيبا صهر موسى ، وأنه من قبيلة من العرب العاربة يقال لهم : عنزة لا أنهم من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان فإن هؤلاء بعده بدهر طويل ، والله أعلم .

            وفي حديث أبي ذر الذي في صحيح ابن حبان في ذكر الأنبياء والرسل قال : أربعة من العرب ؛ هود ، وصالح ، وشعيب ، ونبيك يا أبا ذر . وكان بعض السلف يسمي شعيبا خطيب الأنبياء ، يعني لفصاحته وعلو عبارته وبلاغته في دعاية قومه إلى الإيمان برسالته ، وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعيبا قال : ذاك خطيب الأنبياء .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية