فلما كبر أشمويل أسلمته في بيت المقدس يتعلم التوراة ، وكفله شيخ من علمائهم وتبناه .
فلما بلغ أن يبعثه الله نبيا أتاه جبرائيل وهو يصلي فناداه بصوت يشبه صوت الشيخ ، فجاء إليه ، فقال : ما تريد ؟ فكره أن يقول لم أدعك فيفزع ، فقال : ارجع فنم . فرجع ، فعاد جبرائيل لمثلها ، فجاء إلى الشيخ ، فقال له : يا بني عد فإذا دعوتك فلا تجبني . فلما كانت الثالثة ظهر له جبرائيل وأمره بإنذار قومه ، وأعلمه أن الله بعثه رسولا ، فدعاهم فكذبوه ، ثم أطاعوه ، وأقام يدير أمرهم عشر سنين ، وقيل : أربعين سنة . وكان أمر بني إسرائيل من مدة وفاة يوشع تارة إلى ما ذكرنا من الأنبياء ، وتارة إلى القضاة ، وتارة إلى الساسة ، وتارة إلى عدو يقهرهم ، إلى أن عاد الملك والنبوة إليهم بأشموئيل ، فكانت تلك المدة أربعمائة وستين سنة .