الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            واختلفوا في أمرهم ; فقائلون يقولون : ابنوا عليهم بنيانا أي : سدوا عليهم باب الكهف ; لئلا يخرجوا أو لئلا يصل إليهم ما يؤذيهم ، وآخرون ، وهم الغالبون على أمرهم قالوا : لنتخذن عليهم مسجدا أي : معبدا يكون مباركا لمجاورته هؤلاء الصالحين . وهذا كان شائعا فيمن كان قبلنا ، فأما في شرعنا فقد ثبت في " الصحيحين " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لعن الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا . وأما قوله تعالى : وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها فمعنى ( أعثرنا ) أطلعنا على أمرهم الناس . قال كثير من المفسرين : ليعلم الناس أن المعاد حق ، وأن الساعة لا ريب فيها ، إذا علموا أن هؤلاء القوم رقدوا أزيد من ثلاثمائة سنة ثم قاموا ، كما كانوا من غير تغير منهم ، فإن من أبقاهم كما هم قادر على إعادة الأبدان وإن أكلتها الديدان ، وعلى إحياء الأموات وإن صارت أجسامهم وعظامهم رفاتا ، وهذا مما لا يشك فيه المؤمنون إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون [ النحل : 40 ] . هذا ويحتمل عود الضمير في قوله : ليعلموا إلى أصحاب الكهف ، إذ علمهم بذلك من أنفسهم أبلغ من علم غيرهم بهم ، ويحتمل أن يعود على الجميع . والله أعلم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية