الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            قال الله تعالى : وأحيط بثمره أي : جاءه أمر أحاط بجميع حواصله ، وخرب جنته ، ودمرها فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها أي : خربت بالكلية ، فلا عودة لها ، وذلك ضد ما كان عليه أمل حيث قال : وما أظن أن تبيد هذه أبدا وندم على ما كان سلف منه من القول الذي كفر بسببه بالله العظيم ، فهو يقول : يا ليتني لم أشرك بربي أحدا قال الله تعالى : ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا هنالك أي : لم يكن له أحد يتدارك ما فرط من أمره ، وما كان له قدرة في نفسه على شيء من ذلك ، كما قال تعالى : فما له من قوة ولا ناصر [ الطارق : 10 ] . وقوله : الولاية لله الحق ومنهم من يبتدئ بقوله : هنالك الولاية لله الحق وهو حسن أيضا ، كقوله : الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا [ الفرقان : 26 ] . فالحكم الذي لا يرد ولا يمانع ولا يغالب - في تلك الحال وفي كل حال - لله الحق . ومنهم من رفع ( الحق ) جعله صفة ل ( الولاية ) وهما متلازمتان . وقوله : هو خير ثوابا وخير عقبا أي : معاملته خير لصاحبها ثوابا ، وهو الجزاء ، وخير عقبا ; وهو العاقبة في الدنيا والآخرة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية