قال علماء السير: كان رجل بناحية اليمن ببستان ، من قرية يقال لها : ضروان . وقيل : من أهل الحبشة . والله أعلم . وكان مؤمنا ، وذلك بعد عيسى ابن مريم عليه السلام ، وكان يأخذ منه قدر قوته ويتصدق بالباقي ، فمات عن ثلاثة بنين ، فقالوا: والله إن المال لقليل ، وإن العيال لكثير ، وإنما كان أبونا فعل هذا ، إذ كان المال كثيرا والعيال قليلا ، فأما الآن فما نستطيع أن نفعل هذا ، فعزموا على حرمان المساكين وتحالفوا بينهم ليغدون قبل خروج الناس فليصرمن نخلهم ، ولم يقولوا: إن شاء الله . فبعث الله تعالى بالليل نارا ، فأحرقت ، فصارت سوداء ، فانطلقوا إلى جنتهم يتشاورون بينهم أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ، فلما رأوها محترقة قال: قد ضللنا طريق جنتنا فليست هذه ، ثم علموا أن ذلك عقوبة ، فقالوا: بل نحن محرومون ، قد حرمنا تمر جنتنا ، فأخذوا يتلاومون على منع حقوق الفقراء . وقد ورد ذكر القصة في سورة القلم
قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد قادرين فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون [ القلم : 17 - 33 ] . وهذا مثل ضربه الله لكفار قريش ، فيما أنعم به عليهم من إرسال الرسول العظيم الكريم إليهم ، فقابلوه بالتكذيب والمخالفة ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار [ إبراهيم : 28 ، 29 ] . قال ابن عباس : هم كفار قريش . فضرب تعالى لهم مثلا بأصحاب الجنة المشتملة على أنواع الزروع والثمار التي قد انتهت واستحقت أن تجد ; وهو الصرام ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إذ أقسموا فيما بينهم
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17ليصرمنها أي : ليجدنها ، وهو الاستغلال ( مصبحين ) أي : وقت الصبح ، حيث لا يراهم فقير ولا محتاج فيعطوه شيئا ، فحلفوا على ذلك ولم يستثنوا في يمينهم ، فعجزهم الله ، وسلط عليها الآفة التي أحرقتها ; وهي السفعة التي اجتاحتها ولم تبق بها شيئا ينتفع به ولهذا قال
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم أي : كالليل الأسود المنصرم من الضياء وهذه معاملة بنقيض المقصود
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=21فتنادوا مصبحين أي : فاستيقظوا من نومهم فنادى بعضهم بعضا قائلين :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين أي : باكروا إلى بستانكم فاصرموه . قبل أن يرتفع النهار ويكثر السؤال
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فانطلقوا وهم يتخافتون أي : يتحدثون فيما بينهم خفية قائلين :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=24لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين أي : اتفقوا على هذا واشتوروا عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وغدوا على حرد قادرين أي : انطلقوا مجدين في ذلك قادرين عليه مصممين مصرين على هذه النية الفاسدة . وقال عكرمة والشعبي :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وغدوا على حرد أي : غضب على المساكين . وأبعد السدي في قوله ; أن اسم حرثهم حرد . فلما رأوها أي : وصلوا إليها ، ونظروا ما حل بها ، وما قد صارت إليه من الصفة المنكرة بعد تلك النضرة والحسن والبهجة ، فانقلبت بسبب النية الفاسدة ، فعند ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26قالوا إنا لضالون أي : قد تهنا عنها وسلكنا غير طريقها . ثم قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=67بل نحن محرومون أي : بل عوقبنا بسبب سوء قصدنا ، وحرمنا بركة حرثنا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قال أوسطهم قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد : هو أعدلهم وخيرهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28ألم أقل لكم لولا تسبحون قيل : تستثنون . قاله مجاهد ، والسدي ، وابن جريج . وقيل : تقولون خيرا بدل ما قلتم من الشر
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=29قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين فندموا حيث لا ينفع الندم ، واعترفوا بالذنب بعد العقوبة ، وذلك حيث لا ينجع ، ولهذا أمر الله تعالى بالصدقة من الثمار وحث على ذلك يوم الجداد ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=141كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده [ الأنعام : 141 ] . والله أعلم . قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كذلك العذاب أي : هكذا نعذب من خالف أمرنا ، ولم يعطف على المحاويج من خلقنا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=26ولعذاب الآخرة أكبر أي : أعظم وأطم من عذاب الدنيا لو كانوا يعلمون .
وقصة هؤلاء شبيهة بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=112وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون [ النحل : 112 ، 113 ] . قيل : هذا مثل مضروب لأهل مكة . وقيل : هم أهل مكة أنفسهم ، ضربهم مثلا لأنفسهم . ولا ينافي ذلك ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ: كَانَ رَجُلَ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ بِبُسْتَانٍ ، مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا : ضِرْوَانُ . وَقِيلَ : مِنْ أَهْلِ الْحَبَشَةِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَكَانَ مُؤْمِنًا ، وَذَلِكَ بَعْدَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَكَانَ يَأْخُذُ مِنْهُ قَدْرَ قُوتِهِ وَيَتَصَدَّقُ بِالْبَاقِي ، فَمَاتَ عَنْ ثَلَاثَةِ بَنِينَ ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ إِنَّ الْمَالَ لَقَلِيلٌ ، وَإِنَّ الْعِيَالَ لَكَثِيرٌ ، وَإِنَّمَا كَانَ أَبُونَا فَعَلَ هَذَا ، إِذْ كَانَ الْمَالُ كَثِيرًا وَالْعِيَالُ قَلِيلًا ، فَأَمَّا الْآنَ فَمَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَفْعَلَ هَذَا ، فَعَزَمُوا عَلَى حِرْمَانِ الْمَسَاكِينِ وَتَحَالَفُوا بَيْنَهُمْ لَيَغْدُونَ قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ فَلَيَصْرِمُنَّ نَخْلَهُمْ ، وَلَمْ يَقُولُوا: إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى بِاللَّيْلِ نَارًا ، فَأَحْرَقَتْ ، فَصَارَتْ سَوْدَاءَ ، فَانْطَلَقُوا إِلَى جَنَّتِهِمْ يَتَشَاوَرُونَ بَيْنَهُمْ أَنْ لَا يَدْخُلَّنَهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ، فَلَمَّا رَأَوْهَا مُحْتَرِقَةً قَالَ: قَدْ ضَلَلْنَا طَرِيقَ جَنَّتِنَا فَلَيْسَتْ هَذِهِ ، ثُمَّ عَلِمُوا أَنَّ ذَلِكَ عُقُوبَةً ، فَقَالُوا: بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ، قَدْ حُرِمْنَا تَمْرَ جَنَّتِنَا ، فَأَخَذُوا يَتَلَاوَمُونَ عَلَى مَنْعِ حُقُوقِ الْفُقَرَاءِ . وقد ورد ذكر القصة في سورة القلم
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [ الْقَلَمِ : 17 - 33 ] . وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِكُفَّارِ قُرَيْشٍ ، فِيمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنْ إِرْسَالِ الرَّسُولِ الْعَظِيمِ الْكَرِيمِ إِلَيْهِمْ ، فَقَابَلُوهُ بِالتَّكْذِيبِ وَالْمُخَالَفَةِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=28أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ [ إِبْرَاهِيمَ : 28 ، 29 ] . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هُمْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ . فَضَرَبَ تَعَالَى لَهُمْ مَثَلًا بِأَصْحَابِ الْجَنَّةِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى أَنْوَاعِ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ الَّتِي قَدِ انْتَهَتْ وَاسْتَحَقَّتْ أَنْ تُجَدَّ ; وَهُوَ الصِّرَامُ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17إِذْ أَقْسَمُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=17لَيَصْرِمُنَّهَا أَيْ : لَيَجُدُّنَّهَا ، وَهُوَ الِاسْتِغْلَالُ ( مُصْبِحِينَ ) أَيْ : وَقْتَ الصُّبْحِ ، حَيْثُ لَا يَرَاهُمْ فَقِيرٌ وَلَا مُحْتَاجٌ فَيُعْطُوهُ شَيْئًا ، فَحَلَفُوا عَلَى ذَلِكَ وَلَمْ يَسْتَثْنُوا فِي يَمِينِهِمْ ، فَعَجَّزَهُمُ اللَّهُ ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا الْآفَةَ الَّتِي أَحْرَقَتْهَا ; وَهِيَ السَّفْعَةُ الَّتِي اجْتَاحَتْهَا وَلَمْ تُبْقِ بِهَا شَيْئًا يُنْتَفَعُ بِهِ وَلِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ أَيْ : كَاللَّيْلِ الْأَسْوَدِ الْمُنْصَرِمِ مِنَ الضِّيَاءِ وَهَذِهِ مُعَامَلَةٌ بِنَقِيضِ الْمَقْصُودِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=21فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَيْ : فَاسْتَيْقَظُوا مِنْ نَوْمِهِمْ فَنَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَائِلِينَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=22اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ أَيْ : بَاكِرُوا إِلَى بُسْتَانِكُمْ فَاصْرِمُوهُ . قَبْلَ أَنْ يَرْتَفِعَ النَّهَارُ وَيَكْثُرَ السُّؤَالُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=23فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَيْ : يَتَحَدَّثُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ خُفْيَةً قَائِلِينَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=24لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ أَيْ : اتَّفِقُوا عَلَى هَذَا وَاشْتَوِرُوا عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ أَيْ : انْطَلَقُوا مُجِدِّينَ فِي ذَلِكَ قَادِرِينَ عَلَيْهِ مُصَمِّمِينَ مُصِرِّينَ عَلَى هَذِهِ النِّيَّةِ الْفَاسِدَةِ . وَقَالَ عِكْرِمَةُ وَالشَّعْبِيُّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=25وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ أَيْ : غَضَبٍ عَلَى الْمَسَاكِينِ . وَأَبْعَدَ السُّدِّيُّ فِي قَوْلِهِ ; أَنَّ اسْمَ حَرْثِهِمْ حَرْدٌ . فَلَمَّا رَأَوْهَا أَيْ : وَصَلُوا إِلَيْهَا ، وَنَظَرُوا مَا حَلَّ بِهَا ، وَمَا قَدْ صَارَتْ إِلَيْهِ مِنَ الصِّفَةِ الْمُنْكَرَةِ بَعْدَ تِلْكَ النَّضْرَةِ وَالْحُسْنِ وَالْبَهْجَةِ ، فَانْقَلَبَتْ بِسَبَبِ النِّيَّةِ الْفَاسِدَةِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=26قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ أَيْ : قَدْ تُهْنَا عَنْهَا وَسَلَكْنَا غَيْرَ طَرِيقِهَا . ثُمَّ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=67بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ أَيْ : بَلْ عُوقِبْنَا بِسَبَبِ سُوءِ قَصْدِنَا ، وَحُرِمْنَا بَرَكَةَ حَرْثِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28قَالَ أَوْسَطُهُمْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَمُجَاهِدٌ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ : هُوَ أَعْدَلُهُمْ وَخَيْرُهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=28أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قِيلَ : تَسْتَثْنُونَ . قَالَهُ مُجَاهِدٌ ، وَالسُّدِّيُّ ، وَابْنُ جُرَيْجٍ . وَقِيلَ : تَقُولُونَ خَيْرًا بَدَلَ مَا قُلْتُمْ مِنَ الشَّرِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=29قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ فَنَدِمُوا حَيْثُ لَا يَنْفَعُ النَّدَمُ ، وَاعْتَرَفُوا بِالذَّنْبِ بَعْدَ الْعُقُوبَةِ ، وَذَلِكَ حَيْثُ لَا يَنْجَعُ ، وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالصَّدَقَةِ مِنَ الثِّمَارِ وَحَثَّ عَلَى ذَلِكَ يَوْمَ الْجَدَادِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=141كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ [ الْأَنْعَامِ : 141 ] . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=33كَذَلِكَ الْعَذَابُ أَيْ : هَكَذَا نُعَذِّبُ مَنْ خَالَفَ أَمْرَنَا ، وَلَمْ يَعْطِفْ عَلَى الْمَحَاوِيجِ مِنْ خَلْقِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=26وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ أَيْ : أَعْظَمُ وَأَطَمُّ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .
وَقِصَّةُ هَؤُلَاءِ شَبِيهَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=112وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ [ النَّحْلِ : 112 ، 113 ] . قِيلَ : هَذَا مَثَلٌ مَضْرُوبٌ لِأَهْلِ مَكَّةَ . وَقِيلَ : هُمْ أَهْلُ مَكَّةَ أَنْفُسُهُمْ ، ضَرَبَهُمْ مَثَلًا لِأَنْفُسِهِمْ . وَلَا يُنَافِي ذَلِكَ ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ .