قصة
nindex.php?page=treesubj&link=33981أصحاب أيلة الذين اعتدوا في سبتهم وردت قصة أصحاب السبت في عدة مواضع من القرآن الكريم منها في البقرة والنساء وغيرها من السور، كما وردت بتفصيل أكثر في سورة الأعراف
قال الله تعالى ، في سورة " الأعراف " :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين [ الأعراف : 163 - 166 ] .
وقال تعالى في سورة " البقرة " :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=65ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين [ البقرة : 65 ، 66 ] .
وقال تعالى في سورة " النساء " :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا [ النساء : 47 ] .
مكان وأحداث قصة أصحاب السبت قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم : هم أهل أيلة . زاد ابن عباس : بين مدين والطور . قالوا : وكانوا متمسكين بدين التوراة في تحريم السبت في ذلك الزمان ، فكانت الحيتان قد ألفت منهم السكينة في مثل هذا اليوم ; وذلك أنه كان يحرم عليهم الاصطياد فيه وكذلك جميع الصنائع والتجارات والمكاسب ، فكانت الحيتان في مثل يوم السبت يكثر غشيانها لمحلتهم من البحر ; فتأتي من هاهنا وهاهنا ظاهرة آمنة مسترسلة فلا يهيجونها ولا يذعرونها .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163ويوم لا يسبتون لا تأتيهم وذلك لأنهم كانوا يصطادونها فيما عدا السبت . قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163كذلك نبلوهم أي : نختبرهم بكثرة الحيتان في يوم السبت .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59بما كانوا يفسقون أي : بسبب فسقهم المتقدم ، فلما رأوا ذلك احتالوا على اصطيادها في يوم السبت ، بأن نصبوا الحبال والشباك والشصوص ، وحفروا الحفر التي يجري معها الماء إلى مصانع قد أعدوها ، إذا دخلها السمك لا يستطيع أن يخرج منها ، ففعلوا ذلك في يوم الجمعة ، فإذا جاءت الحيتان مسترسلة يوم السبت ، علقت بهذه المصايد ، فإذا خرج سبتهم أخذوها ، فغضب الله عليهم ولعنهم ; لما احتالوا على خلاف أمره ، وانتهكوا محارمه بالحيل التي هي ظاهرة للناظر ، وهي في الباطن مخالفة محضة ، فلما فعل ذلك طائفة منهم افترق الذين لم يفعلوا فرقتين ; فرقة أنكروا عليهم صنيعهم هذا واحتيالهم على مخالفة الله وشرعه في ذلك الزمان ، وفرقة أخرى لم يفعلوا ولم ينهوا ، بل أنكروا على الذين نهوا وقالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا يقولون لهم : ما الفائدة في نهيكم هؤلاء وقد استحقوا العقوبة لا محالة ؟ فأجابتهم الطائفة المنكرة بأن قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164معذرة إلى ربكم أي : فيما أمرنا به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فنقوم به خوفا من عذابه .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164ولعلهم يتقون أي : ولعل هؤلاء يتركون ما هم عليه من هذا الصنيع ، فيقيهم الله عذابه ويعفو عنهم إذا هم رجعوا واستمعوا . قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=44فلما نسوا ما ذكروا به أي : لم يلتفتوا إلى من نهاهم عن هذا الصنيع الشنيع الفظيع
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165أنجينا الذين ينهون عن السوء وهم الفرقة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165وأخذنا الذين ظلموا وهم المرتكبون الفاحشة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165بعذاب بئيس وهو الشديد المؤلم الموجع .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59بما كانوا يفسقون ثم فسر العذاب الذي أصابهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=166فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين وسنذكر ما ورد من الآثار في ذلك .
والمقصود هنا أن الله أخبر أنه أهلك الظالمين ، ونجى المؤمنين المنكرين ، وسكت عن الساكتين ، وقد اختلف فيهم العلماء على قولين ; فقيل : إنهم من الناجين . وقيل : إنهم من الهالكين . والصحيح الأول عند المحققين ، وهو الذي رجع إليه ابن عباس ، إمام المفسرين ، وذلك عند مناظرة مولاه عكرمة ، فكساه من أجل ذلك حلة سنية ; تكرمة . قلت : وإنما لم يذكروا مع الناجين ; لأنهم وإن كرهوا ببواطنهم تلك الفاحشة ، إلا أنهم كان ينبغي لهم أن يحملوا ظواهرهم بالعمل المأمور به من الإنكار القولي ، الذي هو أوسط المراتب الثلاث ، التي أعلاها الإنكار باليد ذات البنان ، وبعدها الإنكار القولي باللسان ، وثالثها الإنكار بالجنان . فلما لم يذكروا ، لم يذكروا مع الناجين ، إذ لم يفعلوا الفاحشة ، بل أنكروا . وعن قتادة ، وعطاء الخراساني ، ما مضمونه أن الذين ارتكبوا هذا الصنع ، اعتزلهم بقية أهل البلد ، ونهاهم من نهاهم منهم ، فلم يقبلوا ، فكانوا يبيتون وحدهم ويغلقون بينهم وبينهم أبوابا ، حاجزا لما كانوا يترقبون من هلاكهم فأصبحوا ذات يوم وأبواب ناحيتهم مغلقة لم يفتحوها ، وارتفع النهار واشتد الضحاء فأمر بقية أهل البلد رجلا أن يصعد على سلالم ويشرف عليهم من فوقهم ، فلما أشرف عليهم ، إذا هم قردة لها أذناب يتعاوون ويتعادون ، ففتحوا عليهم الأبواب فجعلت القردة تعرف قراباتهم ، ولا تعرفهم قراباتهم ، فجعلوا يلوذون بهم ، ويقول لهم الناهون : ألم ننهكم عن صنيعكم ؟ فتشير القردة برءوسها أن نعم . ثم بكى عبد الله بن عباس ، وقال : إنا لنرى منكرات كثيرة ، ولا ننكرها ، ولا نقول فيها شيئا . وقال العوفي ، عن ابن عباس : صار شباب القرية قردة ، وشيوخها خنازير . وعن ابن عباس ، أنهم لم يعيشوا إلا فواقا ، ثم هلكوا ، ما كان لهم نسل . وقال الضحاك عن ابن عباس : إنه لم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام ، ولم يأكل هؤلاء ولم يشربوا ولم ينسلوا . وقد روى ابن أبي حاتم ، وابن جرير من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال : مسخت قلوبهم ، ولم يمسخوا قردة وخنازير ، وإنما هو مثل ضربه الله ، كمثل الحمار يحمل أسفارا . وهذا صحيح إليه ، وغريب منه جدا ، ومخالف لظاهر القرآن ، ولما نص عليه غير واحد من السلف والخلف . والله أعلم
قِصَّةُ
nindex.php?page=treesubj&link=33981أَصْحَابِ أَيْلَةَ الَّذِينَ اعْتَدَوْا فِي سَبْتِهِمْ وردت قصة أصحاب السبت في عدة مواضع من القرآن الكريم منها في البقرة والنساء وغيرها من السور، كما وردت بتفصيل أكثر في سورة الأعراف
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ، فِي سُورَةِ " الْأَعْرَافِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ [ الْأَعْرَافِ : 163 - 166 ] .
وَقَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ " الْبَقَرَةِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=65وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ [ الْبَقَرَةِ : 65 ، 66 ] .
وَقَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ " النِّسَاءِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا [ النِّسَاءِ : 47 ] .
مكان وأحداث قصة أصحاب السبت قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَمُجَاهِدٌ ، وَعِكْرِمَةُ ، وَقَتَادَةُ ، وَالسُّدِّيُّ ، وَغَيْرُهُمْ : هُمْ أَهْلُ أَيْلَةَ . زَادَ ابْنُ عَبَّاسٍ : بَيْنَ مَدْيَنَ وَالطُّورِ . قَالُوا : وَكَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِدِينِ التَّوْرَاةِ فِي تَحْرِيمِ السَّبْتِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ، فَكَانَتِ الْحِيتَانُ قَدْ أَلِفَتْ مِنْهُمُ السَّكِينَةَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ ; وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يَحْرُمُ عَلَيْهِمُ الِاصْطِيَادُ فِيهِ وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الصَّنَائِعِ وَالتِّجَارَاتِ وَالْمَكَاسِبِ ، فَكَانَتِ الْحِيتَانُ فِي مِثْلِ يَوْمِ السَّبْتِ يَكْثُرُ غَشَيَانُهَا لِمَحِلَّتِهِمْ مِنَ الْبَحْرِ ; فَتَأْتِي مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا ظَاهِرَةً آمِنَةً مُسْتَرْسِلَةً فَلَا يُهَيِّجُونَهَا وَلَا يَذْعَرُونَهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَصْطَادُونَهَا فِيمَا عَدَا السَّبْتِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ أَيْ : نَخْتَبِرُهُمْ بِكَثْرَةِ الْحِيتَانِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ أَيْ : بِسَبَبِ فِسْقِهِمُ الْمُتَقَدِّمِ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ احْتَالُوا عَلَى اصْطِيَادِهَا فِي يَوْمِ السَّبْتِ ، بِأَنْ نَصَبُوا الْحِبَالَ وَالشِّبَاكَ وَالشُّصُوصَ ، وَحَفَرُوا الْحُفَرَ الَّتِي يَجْرِي مَعَهَا الْمَاءُ إِلَى مَصَانِعَ قَدْ أَعَدُّوهَا ، إِذَا دَخَلَهَا السَّمَكُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَإِذَا جَاءَتِ الْحِيتَانُ مُسْتَرْسِلَةً يَوْمَ السَّبْتِ ، عَلِقَتْ بِهَذِهِ الْمَصَايِدِ ، فَإِذَا خَرَجَ سَبْتُهُمْ أَخَذُوهَا ، فَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ ; لَمَّا احْتَالُوا عَلَى خِلَافِ أَمْرِهِ ، وَانْتَهَكُوا مَحَارِمَهُ بِالْحِيَلِ الَّتِي هِيَ ظَاهِرَةٌ لِلنَّاظِرِ ، وَهِيَ فِي الْبَاطِنِ مُخَالَفَةٌ مَحْضَةٌ ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ طَائِفَةٌ مِنْهُمُ افْتَرَقَ الَّذِينَ لَمْ يَفْعَلُوا فِرْقَتَيْنِ ; فِرْقَةٌ أَنْكَرُوا عَلَيْهِمْ صَنِيعَهُمْ هَذَا وَاحْتِيَالَهُمْ عَلَى مُخَالَفَةِ اللَّهِ وَشَرْعِهِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَفِرْقَةٌ أُخْرَى لَمْ يَفْعَلُوا وَلَمْ يَنْهَوْا ، بَلْ أَنْكَرُوا عَلَى الَّذِينَ نَهَوْا وَقَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا يَقُولُونَ لَهُمْ : مَا الْفَائِدَةُ فِي نَهْيِكُمْ هَؤُلَاءِ وَقَدِ اسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَةَ لَا مَحَالَةَ ؟ فَأَجَابَتْهُمُ الطَّائِفَةُ الْمُنْكِرَةُ بِأَنْ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ أَيْ : فِيمَا أُمِرْنَا بِهِ مِنَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَنَقُومُ بِهِ خَوْفًا مِنْ عَذَابِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=164وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَيْ : وَلَعَلَّ هَؤُلَاءِ يَتْرُكُونَ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الصَّنِيعِ ، فَيَقِيهِمُ اللَّهُ عَذَابَهُ وَيَعْفُو عَنْهُمْ إِذَا هُمْ رَجَعُوا وَاسْتَمَعُوا . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=44فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَيْ : لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى مَنْ نَهَاهُمْ عَنْ هَذَا الصَّنِيعِ الشَّنِيعِ الْفَظِيعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَهُمُ الْفِرْقَةُ الْآمِرَةُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهِيَةُ عَنِ الْمُنْكَرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَهُمُ الْمُرْتَكِبُونَ الْفَاحِشَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=165بِعَذَابٍ بَئِيسٍ وَهُوَ الشَّدِيدُ الْمُؤْلِمُ الْمُوجِعُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ثُمَّ فَسَّرَ الْعَذَابَ الَّذِي أَصَابَهُمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=166فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ وَسَنَذْكُرُ مَا وَرَدَ مِنَ الْآثَارِ فِي ذَلِكَ .
وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّهُ أَهْلَكَ الظَّالِمِينَ ، وَنَجَّى الْمُؤْمِنِينَ الْمُنْكِرِينَ ، وَسَكَتَ عَنِ السَّاكِتِينَ ، وَقَدِ اخْتَلَفَ فِيهِمُ الْعُلَمَاءُ عَلَى قَوْلَيْنِ ; فَقِيلَ : إِنَّهُمْ مِنَ النَّاجِينَ . وَقِيلَ : إِنَّهُمْ مِنَ الْهَالِكِينَ . وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ ، وَهُوَ الَّذِي رَجَعَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ ، إِمَامُ الْمُفَسِّرِينَ ، وَذَلِكَ عِنْدَ مُنَاظَرَةِ مَوْلَاهُ عِكْرِمَةُ ، فَكَسَاهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حُلَّةً سَنِيَّةً ; تَكْرِمَةً . قُلْتُ : وَإِنِمَّا لَمْ يُذْكَرُوا مَعَ النَّاجِينَ ; لِأَنَّهُمْ وَإِنْ كَرِهُوا بِبَوَاطِنِهِمْ تِلْكَ الْفَاحِشَةَ ، إِلَّا أَنَّهُمْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَحْمِلُوا ظَوَاهِرَهُمْ بِالْعَمَلِ الْمَأْمُورِ بِهِ مِنَ الْإِنْكَارِ الْقَوْلِيِّ ، الَّذِي هُوَ أَوْسَطُ الْمَرَاتِبِ الثَّلَاثِ ، الَّتِي أَعْلَاهَا الْإِنْكَارُ بِالْيَدِ ذَاتِ الْبَنَانِ ، وَبَعْدَهَا الْإِنْكَارُ الْقَوْلِيِّ بِاللِّسَانِ ، وَثَالِثُهَا الْإِنْكَارُ بِالْجَنَانِ . فَلَمَّا لَمْ يُذَكِّرُوا ، لَمْ يُذْكَرُوا مَعَ النَّاجِينَ ، إِذْ لَمْ يَفْعَلُوا الْفَاحِشَةَ ، بَلْ أَنْكَرُوا . وعَنْ قَتَادَةَ ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، مَا مَضْمُونُهُ أَنَّ الَّذِينَ ارْتَكَبُوا هَذَا الصُّنْعَ ، اعْتَزَلَهُمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْبَلَدِ ، وَنَهَاهُمْ مَنْ نَهَاهُمْ مِنْهُمْ ، فَلَمْ يَقْبَلُوا ، فَكَانُوا يَبِيتُونَ وَحْدَهُمْ وَيُغْلِقُونَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُمْ أَبْوَابًا ، حَاجِزًا لِمَا كَانُوا يَتَرَقَّبُونَ مِنْ هَلَاكِهِمْ فَأَصْبَحُوا ذَاتَ يَوْمٍ وَأَبْوَابُ نَاحِيَتِهِمْ مُغْلَقَةٌ لَمْ يَفْتَحُوهَا ، وَارْتَفَعَ النَّهَارُ وَاشْتَدَّ الضُحَاءُ فَأَمَرَ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْبَلَدِ رَجُلًا أَنْ يَصْعَدَ عَلَى سَلَالِمَ وَيُشْرِفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ ، إِذَا هُمْ قِرَدَةٌ لَهَا أَذْنَابٌ يَتَعَاوَوْنَ وَيَتَعَادَوْنَ ، فَفَتَحُوا عَلَيْهِمُ الْأَبْوَابَ فَجَعَلَتِ الْقِرَدَةُ تَعْرِفُ قَرَابَاتِهِمْ ، وَلَا تَعْرِفُهُمْ قَرَابَاتُهُمْ ، فَجَعَلُوا يَلُوذُونَ بِهِمْ ، وَيَقُولُ لَهُمُ النَّاهُونَ : أَلَمْ نَنْهَكُمْ عَنْ صَنِيعِكُمْ ؟ فَتُشِيرُ الْقِرَدَةُ بِرُءُوسِهَا أَنْ نَعَمْ . ثُمَّ بَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَقَالَ : إِنَّا لَنَرَى مُنْكَرَاتٍ كَثِيرَةً ، وَلَا نُنْكِرُهَا ، وَلَا نَقُولُ فِيهَا شَيْئًا . وَقَالَ الْعَوْفِيُّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : صَارَ شَبَابُ الْقَرْيَةِ قِرَدَةً ، وَشُيُوخُهَا خَنَازِيرَ . وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُمْ لَمْ يَعِيشُوا إِلَّا فُوَاقًا ، ثُمَّ هَلَكُوا ، مَا كَانَ لَهُمْ نَسْلٌ . وَقَالَ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّهُ لَمْ يَعِشْ مَسْخٌ قَطُّ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، وَلَمْ يَأْكُلْ هَؤُلَاءِ وَلَمْ يَشْرَبُوا وَلَمْ يَنْسِلُوا . وَقَدْ رَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ : مُسِخَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَلَمْ يُمْسَخُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ، وَإِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ ، كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا . وَهَذَا صَحِيحٌ إِلَيْهِ ، وَغَرِيبٌ مِنْهُ جِدًّا ، وَمُخَالِفٌ لِظَاهِرِ الْقُرْآنِ ، وَلِمَا نَصَّ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلْفِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ