الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            [ الأصنام عند قوم نوح ]

            وقد كانت لقوم نوح أصنام قد عكفوا عليها ، قص الله تبارك وتعالى خبرها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا

            [ القبائل وأصنامها ، وشيء عنها ]

            فكان الذين اتخذوا تلك الأصنام من ولد إسماعيل وغيرهم وسموا بأسمائهم حين فارقوا دين إسماعيل : هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ، اتخذوا سواعا ، فكان لهم برهاط .

            وكلب بن وبرة من قضاعة ، اتخذوا ودا بدومة الجندل .

            قال ابن إسحاق : وقال كعب بن مالك الأنصاري :

            :


            وننسى اللات والعزى وودا ونسلبها القلائد والشنوفا

            قال ابن هشام : وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله . [ رأي ابن هشام في نسب كلب بن وبرة ]

            قال ابن هشام : وكلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة . [ يغوث وعبدته ]

            قال ابن إسحاق : وأنعم من طيئ ، وأهل جرش من مذحج اتخذوا يغوث بجرش .

            [ رأي ابن هشام في أنعم ، وفي نسب طيئ ]

            قال ابن هشام : ويقال : أنعم . وطيئ ابن أدد بن مالك ، ومالك : مذحج بن أدد ، ويقال : طيئ بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ . [ يعوق وعبدته ]

            قال ابن إسحاق : وخيوان بطن من همدان ، اتخذوا يعوق بأرض همدان من أرض اليمن . قال ابن هشام : وقال مالك بن نمط الهمداني :

            :


            يريش الله في الدنيا ويبري     ولا يبري يعوق ولا يريش

            وهذا البيت في أبيات له . [ همدان ونسبه ]

            قال ابن هشام : اسم همدان : أوسلة بن مالك بن زيد بن ربيعة بن أوسلة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ، ويقال : أوسلة بن زيد بن أوسلة بن الخيار . ويقال : همدان بن أوسلة بن ربيعة بن مالك بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ . [ نسر وعبدته ]

            قال ابن إسحاق : وذو الكلاع من حمير ، اتخذوا نسرا بأرض حمير . [ عميانس وعبدته ]

            وكان لخولان صنم يقال له عميانس بأرض خولان ، يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قسما بينه وبين الله بزعمهم ، فما دخل في حق عميانس من حق الله تعالى الذي سموه له تركوه له ، وما دخل في حق الله تعالى من حق عميانس ردوه عليه . وهم بطن من خولان ، يقال لهم الأديم ، وفيهم أنزل الله تبارك وتعالى فيما يذكرون : وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون [ نسب خولان ]

            قال ابن هشام : خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ؛ ويقال : خولان بن عمرو بن مرة بن أدد بن زيد بن مهسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ ، ويقال : خولان بن عمرو بن سعد العشيرة بن مذحج . [ سعد وعبدته ]

            قال ابن إسحاق : وكان لبني ملكان بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر صنم ، يقال له سعد ، صخرة بفلاة من أرضهم طويلة . فأقبل رجل من بني ملكان بإبل له مؤبلة ليقفها عليه ، التماس بركته ، فيما يزعم ؛ فلما رأته الإبل ، وكانت مرعية لا تركب ، وكان يهراق عليه الدماء ، نفرت منه ، فذهبت في كل وجه ، وغضب ربها الملكاني ، فأخذ حجرا فرماه به ، ثم قال : لا بارك الله فيك ، نفرت علي إبلي ، ثم خرج في طلبها حتى جمعها ، فلما اجتمعت له قال :

            :


            أتينا إلى سعد ليجمع شملنا     فشتتنا سعد فلا نحن من سعد
            وهل سعد إلا صخرة بتنوفة     من الأرض لا تدعو لغي ولا رشد

            [ صنم دوس ]

            وكان في دوس صنم لعمرو بن حممة الدوسي .

            قال ابن هشام : سأذكر حديثه في موضعه إن شاء الله .

            [ نسب دوس ]

            ودوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأسد بن الغوث . ويقال : دوس بن عبد الله بن زهران بن الأسد بن الغوث . [ هبل ]

            قال ابن إسحاق : وكانت قريش قد اتخذت صنما على بئر في جوف الكعبة يقال له : هبل .

            قال ابن هشام : سأذكر حديثه إن شاء الله في موضعه . [ إساف ونائلة ، وحديث عائشة عنهما ]

            قال ابن إسحاق : اتخذوا إسافا ونائلة ، على موضع زمزم ينحرون عندهما ، وكان إساف ونائلة رجلا وامرأة من جرهم - هو إساف بن بغي ، ونائلة بنت ديك - فوقع إساف على نائلة في الكعبة ، فمسخهما الله حجرين .

            قال ابن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أنها قالت :

            سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : ما زلنا نسمع أن إسافا ونائلة كانا رجلا وامرأة من جرهم ، أحدثا في الكعبة ، فمسخهما الله تعالى حجرين . والله أعلم .

            قال ابن إسحاق : وقال أبو طالب :

            :


            وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم     بمفضى السيول من إساف ونائل

            قال ابن هشام : وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية