الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            إسلام عمر بن الخطاب:

            وبينما المسلمون يسعون للخلاص من المشركين بالهجرة إلى ديار الحبشة، وبينما يسعون بكل ما أوتوا من قوة في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم أسلم عمر رضي الله عنه، وقد تعددت الروايات حول إسلامه وإن كان أشهرها أنه بينما كان يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم علم بإسلام أخته وزوجها فعاد إليها ليتأكد لديه الخبر ويسمعها وهي تقرأ القرآن فيرق له قلبه ويذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا ليقتله وإنما ليسلم وجهه لله تعالى وينصره فأعز الله به الإسلام.

            خبر الصحيفة وما جاء في قصتها ونقضها:

            لما وجد الكفار أن الله تعالى قد جعل للعديد من المستضعفين مخرجا في بلد يأمنون فيه عند ملك لا يظلم عنده أحد في الحبشة تعاقدوا فيما بينهم على أن ينالوا من النبي صلى الله وعليه وسلم وكل من ناصره من بني عبد المطلب فكتبوا بينهم كتابا تعاقدوا فيه على قطيعتهم فلا يشترون ولا يبيعون ولا يتزوجون منهم حتى يسلموا لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وحوصر النبي صلى الله عليه وسلم ومن ناصره من المؤمنين من الكافرين حمية وعصبية.

            حتى أكرمهم الله تعالى بأن أطلع نبيه على ما حصل في الصحيفة من تسليط الله تعالى القرضة عليها فقرضت ما فيها من الظلم والقطيعة ولم تقرب اسم الله تعالى، كما سعى في هذه الأثناء بتقدير الله تعالى هشام بن عمرو وضم إليه بعض النفر فقاموا وتعاقدوا على نقضها فتم لهم ما أرادوا فضلا من الله ونعمة على عباده.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية